الرباط-عماد مجدوبي
كلف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وزير خارجيته أحمد عطاف بـ ”مهمة حساسة” والسفر بشكل عاجل إلى بكين للقاء نظيره الصيني.
وكشفت موقع ”مغرب انتلجنس”، أن الدوافع الحقيقية للزيارة، تخفي ما تم الإعلان عنه رسميا بكونها محطة من ”أجل إعادة إطلاق محادثات الشراكة الثنائية بين البلدين”.
الحقيقة، وفق ذات المصدر، أن الزيارة لا علاقة لها إطلاقا بالهدف المعلن عنه سواء فيما تعلق بالقضية الفلسطينية أو بأي تقييم للاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين خلال زيارة تبون للصين في يوليوز 2023.
وكشف الموقع أن تبون أرسل رئيس عطاف إلى بكين بصفته رئيسا لمكتبه، للقاء شخصي مع السلطات الصينية بهدف إيجاد حلول لعدم تحقيق العديد من الاستثمارات الصينية التي كان من المقرر أن تتم خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى.
وأكدت مصادر ”مغرب انتلجنس”، أن الرئيس الجزائري أصيب بالذعر بعد الإعلان عن العديد من الاستثمارات الصينية الضخمة في المغرب، جاره الذي يتعرض للشيطنة من قبل النظام الجزائري والذي يعتبره “العدو الأول”.
وقد تُرجم تأسيس العديد من المستثمرين الصينيين المهمين في المغرب على أنه اهتمام متجدد غير مسبوق بالمغرب المجاور، بينما تعاني الجزائر منذ بداية ولاية عبد المجيد تبون من عدم الاهتمام المتزايد والسخط من حصة الشركات الصينية.
وذكر الموقع أن الصين، الصديق التاريخي والتقليدي للجزائر، تتجه أكثر فأكثر نحو المغرب، ويكشف الوصول الهائل للاستثمارات الصينية عن نقطة تحول جديدة في الدبلوماسية الاقتصادية الصينية في المغرب العربي.
ويثير هذا التوجه الصيني الجديد استياء النظام الجزائري إلى حد كبير ويهدد بتفاقم عزلته في المنطقة لصالح المغرب الذي يبدو منتصرا أكثر فأكثر منذ نجاحه في إغواء القوى الكبرى في العالم.
ولمنع هذا السيناريو الحاسم بالنسبة للنظام الجزائري، يضيف المصدر، أرسل عبد المجيد تبون أحمد عطاف إلى بكين، وكلفه بتقديم العديد من المقترحات ”الجذابة” للشركاء الصينيين: تم الوعد بالعديد من العقود العامة للشركات الصينية في الجزائر وسيتم إزالة جميع العقبات البيروقراطية أو السياسية.
كما وعد الرئيس الجزائري السلطات الصينية بجعل الشركات الصينية الشريك المفضل في العديد من المشاريع الكبرى التي يعتزم إطلاقها منذ بداية ولايته الرئاسية.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ سنة 2022، قفزت التجارة بين المغرب والصين بأكثر من 50%، ليبلغ حجمها 7,6 مليار دولار، وعلى صعيد الاستثمارات، أطلق العملاق الآسيوي عدة مبادرات في مجالات استراتيجية على الأراضي المغربية، من بينها ظهور المدينة الصناعية محمد السادس طنجة التقنية، التي تطمح إلى جعل طنجة مركزا اقتصاديا مهما.
حاليا، هناك مجموعة كبيرة من أكثر من 80 مشروعا تستفيد من التمويل الصيني في مرحلة التنفيذ بالمغرب، علاوة على ذلك، يبلغ إجمالي الاستثمارات الصينية المعلن عنها سنة 2023 في صناعة السيارات بالمغرب حوالي 9.5 مليار دولار، وهو رقم قياسي.