الرباط-أسامة بلفقير
لم يعد رئيس الحكومة عزيز أخنوش يتحمل الدور الذي يلعبه حزب الاستقلال، في الفترة الأخيرة، في فضح مكامن الخلل والفشل الحكومي في تدبير عدد من الملفات الحارقة التي تقيس المواطن بشكل مباشر، خاصة موضوع الأسعار الذي تلقت فيه الحكومة ضربات قوية.
حزب الاستقلال الذي جرب سنوات من المعارضة، بعد مغادرته حكومة عزيز أخنوش، دخل الحكومة هذه المرة تحت غطاء برنامج حكومة تم التوافق عليه، لكن الواضح اليوم أن الحزب يبعث بخطاب أقرب إلى التبرؤ من عدد من الملفات.
صحيح أن نزار بركة لا يشير بشكل مباشر إلى فشل الحكومة، بل إنه يهاجم بشكل مباشر المضاربين الذين ألهبوا الأسواق، غير أنه في واقع الأمر يثير إشكالية فشل الحكومة في ضبط السوق خاصة عندما يتعلق بقطاعات تم دعمها.
عندما يقول أمين عام حزب سياسي من الأغلبية إن المضاربين استفادوا من 13 مليار درهم دون أن يكون لذلك أثر على أسعار اللحوم، فإنما يطرح هنا إشكالية عدم قدرة الحكومة على تحقيق إجراءات ملموسة تؤثر على المواطن.
لقد رفع حزب الاستقلال شعار تصدر انتخابات 2026، وعزمه على الإطاحة بالأحرار ورئاسة الحكومة خلفا لأخنوش، لذلك فإن هذا الحزب لن يجد اسهل من لعب لعبة “رجل في الحكومة ورجل في المعارضة”، فخمسة أيام تكفي لتدبير مهام الحكومة، مع ترك فسحة لقيادات الحزب لممارسة نوع من المعارضة، أو على الأقل المكاشفة مع المواطنين..وأن يقولوا لهم الحقيقة التي لا يمكن قولها وسط الأسبوع.