علي الغنبوري
المؤسسة الأمنية هي مؤسسة وطنية وظيفتها الأساسية هي الحفاظ على أمن المواطنين و الوطن، وعملها لا يمكن ان يشكل باي شكل من الاشكال موضوع مزايدات او تشكيك او طعن من أي جهة، فمن يعرف ويدرك ما يعيشه المغرب من تحولات تنموية في محيط اقليمي مهزوز ، سيفهم جيدا ان وجود مؤسسة أمنية قوية ليس مجرد اختيار بل هو ضرورة قصوى، للحفاظ على الوطن و حمايته من العبث الجيوسياسي المحيط به.
المؤسسة الأمنية مهمتها هي الامن وليس التنمية او الإدارة او التدبير او السياسة، لهذا فالخلط المقصود الذي يروج له، لا يخرج هدفه عن دائرة الضرب في مناعة المغرب الأمنية و محاولة تشويه صورتها وربطها بمجالات لا تمت لعملها بصلة، فالتزيف و الافتراء الذي يطال المؤسسة الأمنية اليوم يثير شكوك قوية حول الاهداف و الغايات التي يريد البعض الوصول اليها.
ووصل الأمر إلى التدخل في عملها الاستخباراتي، و كأن هذه الوظيفة محرمة او مجرمة على المؤسسة الأمنية المغربية، او كأن العمل الاستخباراتي الذي تقوم به يدخل في باب الكبائر التي لا يحل بعدها حلال ، من غير المفهوم هذا التشويه الذي يطال الوظيفة الإستخباراتية للمؤسسة الأمنية المغربية ، وكأن البعض يريد ان يتحول المغرب الى ارض خلاء يسرح فيها العبث و تتقاذفها الاجندات الخارجية من كل حدب وصوب.
لست هنا في صدد القيام بمهمة محامي الشيطان لفائدة المؤسسة الأمنية ، فهذه المؤسسة لها من الموارد و الكفاءات و القدرة الكبيرة للدفاع عن نفسها و كشف كل المخططات التي تستهدفها ، لكن انا مقتنع ان هذا التحامل و هذه المحاولات الحثيثة و اليومية لاستهداف المؤسسة الأمنية ، وجعلها تبدو كمكون غريب عن الوطن ، لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يكون بريئا ، او ان يكون بعيدا عن اجندات مدروسة بعناية.
وما يزيد من الشكوك في هذا الاستهداف المتواصل للمؤسسة الأمنية ، هو ذلك التقاطع و التكامل المريب بين بعض “الفاعلين” و المجاهرين بالاستهداف للمؤسسة الأمنية و بين ما يروج له من استهداف مقيت و مفضوح لبعض وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي و فاعليها بدولة مجاورة تعتبر في خانة العدو للمغرب و لمصالحه و لوحدته الترابية.
قد تكون للمؤسسة الأمنية اكراهاتها و اخطاؤها كما يحدث في كل دول العالم (فالكمال الأمني غير موجود في دولة في العالم ) ، لكن هذا لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يحجب ولو بنسبة ضئيلة نجاحات هذه المؤسسة الوطنية في الحفاظ على امن و استقرار الوطن ، و هو ما جعلها تلقى الاشادة من أغلب القوى العالمية، فلا يمكن اليوم أن نتقبل هذا الهجوم المفضوح الذي تتعرض له المؤسسة الأمنية و أطرها، فهؤلاء مغاربة اولا و قبل كل شيء و ابناء هذا الوطن و ثانيا فهم موظفون بمؤسسة وطنية شرعية ، كما لا يمكن لأحد أن يقنعنا بان هذه المؤسسة تتدخل وفق اهوائها و بدون أي مبرر و بدون وجود خطر على امن البلاد و العباد ، و كما يقال بالدارجة “ما ديرش ما تخافش”.