عياد ابلال
إلى ناصر الزفزافي،
بعد تحية المواطنة والكرامة اقول لك ان اعتبارك في لحظة حماسة طائشة الاستعمار” العروبي” ارحم من الاستعمار الاسباني، انحراف خطير ينم عن “شوفينية” مغرقة في الاثنية تبعد خطابك وخطاب الحراك عن المواطنة،وتزوير للتاريخ، وجهل بالاصول الانثربولوجية للسلطة والحكم بالمغرب .
ان البحث عن الهويات الاثنية او القبلية هو بحث عن الهويات القاتلة التي تحرق كل طموح ونضال مشروع من أجل الوطن والمواطنة، كنت ومازلت كما هو شأن شرفاء هذا البلد مدافعا مساندا للحراك طيلة سبعة شهور؛ لكن انحرافات الخطاب تجعل اللغة التي تحميك تنصب لك شراك السقوط.
ان الهويات الاثنية المغلقة هويات قاتلة، ومن يفكر في الثورة على الدولة دون تفكير في أسس الدولة هو تفكير يعيد الاستبداد في حلة جديدة تغير فقط الأسماء بأخرى. لا تنسى ان المستضعفين والمهمشين في بلدنا هم ضحية صراع طبقي وليس إثني.
والعدو هو ” الريع” و” الفساد” وليس اي مكون من مكونات بلدنا الاثني او القبلي،والتي يجب ان تنصهر في خطاب المواطنة، فلا تنحرف وراء لغة الهويات القاتلة.
وأقرأ التاريخ لعلك تسترشد ان الدولة القوية هي الدولة التي تسمو فوق “الاثنيات” و”القبلية” وتسمو فوق الأشخاص وان العرق الخالص مجرد وهم.
نحن كلنا عرب وكلنا أمازيغ وكلنا أفارقة وكلنا صحراويون حسانيون..إننا كل هذا التعدد الذي يذوب في وحدة الوطن. مرة اخرى تحية لريفنا المغربي على سلمية وعدالة القضية بعيدا عن كل خطابات الاثنية والتخوين. جميعا من اجل قضايا الوطن العادلة ومن اجل بناء دولة الحق والقانون. نعم للحوار. نعم لتلبية كل المطالب العادلة ولا تجعل يدك اليسرى تقيد يدك اليمنى..ومرة أخرى تحية نضالية عالية لكل مناضل من اجل الكرامة والوطن.