24ساعة-متابعة
شكل خطاب الملك محمد السادس في القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية المنعقدة في بغداد، مناسبة بارزة لتجديد مواقف المملكة من القضايا المصيرية للعالم العربي، ولتأكيد نهجها الديبلوماسي الرصين والمبني على الحكمة وبعد النظر.
ويواصل المغرب تأكيد حضوره الفاعل في الساحة العربية والدولية من خلال مواقفه المتوازنة والتزامه الثابت بمبادئ السلم والتضامن والتعاون، وهو ما تعكسه مشاركته الوازنة في مختلف القمم العربية والدولية.
في هذا السياق، قال البراق شادي عبد السلام، الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، إن المغرب أظهر، من خلال سياسته الخارجية، بشكل دائم التزاما ثابتا وراسخا لفائدة الجهود الدولية والمتعددة الأطراف لحفظ السلم والأمن في العالم، وذلك انسجاما مع رؤية ملكية متبصرة واستباقية يؤكدها خطاب الملك محمد السادس في القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية ببغداد.
وأشار الخبير الدولي في تصريحه لـ”24 ساعة”، إلى أن خطاب الملك محمد السادس، في هذه القمة يؤكد على الالتزام المغربي الكامل بالقضايا العربية المشتركة، حيث إن العمق العربي للمملكة المغربية يشكل أحد الثوابت الاستراتيجية في السياسة الخارجية، مرتكزا على الانتماء المشترك والعديد من الروابط ونقاط الالتقاء مع باقي الشعوب العربية الشقيقة.
وأضاف أن الخطاب الملكي يؤسس، بكل مسؤولية ووضوح، لرؤية جديدة ذات بعد استشرافي لمعالجة القضايا العربية المشتركة وفق مقاربة واقعية تهدف إلى مواجهة الوضع العربي الراهن، الذي يواجه مخاطر أمنية متعددة الأبعاد وتحديات تنموية لها راهنيتها بالنظر إلى الأزمات التي تهددها بالفشل.
وأكد البراق شادي عبد السلام أن الخطاب يجسد الرؤية الملكية المتبصرة للعمل العربي المشترك، القائمة على تطوير العلاقات البينية العربية – العربية، بشكل يخدم القضايا الإنسانية أولا، في هذه المنطقة التي تعرف العديد من المخاطر التي تهدد الأمن البشري بمعناه الشمولي، والتي تكرسها “ديبلوماسية القرار” التي ينتهجها الملك محمد السادس فيما يخص كل القضايا العربية، كالأمن القومي العربي على ضوء التطورات العالمية، كالملف الفلسطيني، وحماية المقدسات الدينية بالقدس، وإدارة العلاقات العربية الإسرائيلية، والتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي للدول العربية، والملف السوري والليبي واليمني، ومكافحة الإرهاب والميليشيات المسلحة، والتعاون الاقتصادي، والأمن الغذائي.
وأوضح المتحدث أن الخطاب الملكي في قمة بغداد ينسجم مع المواقف التاريخية للمملكة المغربية الساعية إلى دعم كل جهود إحلال السلام في المنطقة العربية، من خلال نهج الديبلوماسية التضامنية التي تشكل أحد ركائز العقيدة الديبلوماسية المغربية، والتي تستمد منطلقاتها من الرؤية الملكية المتبصرة للعمل الديبلوماسي والسياسة الخارجية للمملكة.
ويؤكد حضور المملكة في الملفات الشائكة عربيا هذا البعد الإنساني المستدام من خلال العديد من المبادرات الإنسانية، كبناء المستشفيات الميدانية، والمشاركة في العمليات الأممية لحفظ السلام، وبناء المشاريع التنموية، وتوزيع المساعدات الإنسانية العاجلة، وتشجيع مبادرات وقف إطلاق النار وإسكات البنادق.
وخلص الخبير الدولي، إلى التأكيد على أن الخطاب الملكي يؤكد على الخصائص الاستثنائية للديبلوماسية المغربية، والتي تؤهل المملكة للقيام بدور الوساطة الفعالة في النزاعات الإقليمية والدولية، بفضل امتدادها المغاربي والعربي والإفريقي، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها نقطة تواصل حيوية بين الثقافات.
كما أوضح البراق أن استقرار المملكة المغربية السياسي يساهم في تعزيز مصداقيتها كوسيط في النزاعات الدولية، في حين تتسم سياستها الخارجية بالحياد واحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، نوه الخبير الدولي البراق بخبرة المملكة المغربية التاريخية في العمل الديبلوماسي، والتي تمنحها فهما عميقا للأبعاد الجيوسياسية، مما يجعلها شريكا أساسيا في جهود تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة العربية.