سناء الجدني _ الرباط
في هذا الحوار، تسلط فاطمة الحساني، البرلمانية عن فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، الضوء على الجدل الذي يعرفه المغرب نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتؤكد الحساني، في حوارها مع “24 ساعة” على أهمية ترك الفرصة للحكومة من أجل الاشتغال، بالنظر إلى الملفات الثقيلة التي ورثتها، وأيضا لأنها حكومة شرعية أفرزتها صناديق الاقتراع.
كيف تتابعين الجدل الدائر حول ارتفاع أسعار عدد من المواد الاستهلاكية؟
الحساني: صراحة بعد تأني وتريث كبيرين في التفاعل مع ما تشهده الساحة الوطنية من نقاشات وسجال اعتبرته في البداية محمودا، بل يؤكد على حيوية المجتمع وعلى قوة الرأي العام في توجيه السياسات العمومية، وإثارة الانتباه الى القضايا ذات الأولوية، خرجت للأسف بعض الأصوات النشاز التي لربما تحركها أجندات أخرى غير ما تصرح به.،بدليل المنحى السلبي الذي ذهب اليه النقاش .
فلن يختلف اثنان على كون الغلاء وارتفاع الأسعار، التي هي ظاهرة عالمية نتاج تداعيات الكوفيد، وأشياء أخرى، والتي عمقتها أزمة داخلية، جراء انحسار الأمطار ببلادنا في أسوء موسم فلاحي تشهده البلاد منذ بداية الثمانينات، أضر كثيرا بالقدرة الشرائية للمواطن المغربي. وبالتالي فالحكومة تتحمل مسؤوليتها من أجل حماية القدرة الشرائية للمواطن المغربي ،وهي تشتغل على ذلك .
ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للمغاربة؟
الحساني: اليوم نحن مدعوون جميعا ،كل من موقعه إلى توحيد جهودنا وتوجيه النقاش العمومي، بما يسمح بتجاوز هاته الأزمة العابرة، عبر ترك الفرصة لحكومة عزيز أخنوش التي أفرزتها صناديق الاقتراع والمعززة بأغلبية منسجمة يحكمها ميثاق ملزم لها للاشتغال في ظل هاته الظرفية الصعبة التي يمر منها العالم وبلادنا، وعلى خلفية إرث ثقيل تعهدت منذ البداية بتحمله .
كما ان هاته الحكومة التي لم يمض على تنصيبها سوى اشهر قليلة ،فتحت العديد من الاوراش والاصلاحات الهامة ولاسيما تلك التي تكتسي منها طابعا اجتماعيا مثل ورش الحماية الاجتماعية الذي من شان تنزيله ان يكون له وقع مباشر وايجابي على الفئات الهشة في المجتمع.
ماذا تقصدين بالضبط عندما تتحدثين عن الإرث الثقيل الذي ورثته حكومة أخنوش؟
الحساني: طبعا أخص بالذكر هنا مثلا تحرير اسعار المحروقات الذي اتخذ في مرحلة سابقة دون اتخاذ تدابير مواكبة لحماية المواطن من مثل هاته التقلبات في أسعار المواد الأولية عالميا.
ما موقف فريق التجمع الوطني للأحرار من هذا الجدل؟
الحساني: نحن في فريق التجمع الوطني للأحرار نتابع هموم وانشغالات المواطنين ونتفاعل معها بصدر رحب وفي وقتها، بعيدا عن لغة التجريح في المؤسسات. أعتقد أننا اليوم نحتاج إلى نقاش سياسي هادئ ورزين وجريء يليق ببلدنا، بمشاركة جميع المغاربة لتدبير مختلف الملفات والقضايا ذات الأولوية بعيدا عن الشعبوية ،وعن كل ما يمكن أن يسيء لتاريخ المغرب ومستقبله.