24ساعة-متابعة
أعلنت جبهة ”البوليساريو”، أمس الأربعاء، رفضها الدخول في مفاوضات مع المغرب حول نزاع الصحراء استنادًا إلى مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته المملكة المغربية وحظي بدعم إدارة ترامب.
وطالبت الجبهة الانفضالية بمعالجة النزاع كـ ”قضية تتعلق بإنهاء الاستعمار”، مبرزة أن ”المواقف التقليدية للإدارات الأمريكية السابقة، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، اتسمت بالتوازن والموضوعية”.
جاء ذلك بعد دعوة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطراف هذا النزاع المفتعل إلى إجراء مفاوضات ”دون تأخير”، وذلك على أساس مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمها المملكة.
وأشارت ”البوليساريو” إلى أن الولايات المتحدة لطالما ”كانت تُعتبر طرفًا إيجابيًا يسعى نحو حل متوازن وسلمي للنزاع”، منتقدة ما وصفته بـ ”تقديم الدعم غير المشروط للمغرب”، وهو ما اعتبرته ”انحيازًا قد يعيق قدرة واشنطن على لعب دور فعّال في عملية السلام”.
ويأتي هذا الموقف بعد اجتماع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن، والذي جدّد خلاله الأخير التأكيد على مغربية الصحراء، معتبرًا أن اقتراح الحكم الذاتي هو الحل الوحيد العادل والمستدام لهذا النزاع.
إلا أن جبهة البوليساريو، وصفت الموقف الأمريكي المؤيد بـ ”أنه انحياز قد يؤثر على دور الولايات المتحدة كوسيط بناء في تحقيق السلام”. وأضافت أن هذا التوجه ”يتناقض مع تصريحات ترامب التي تشير إلى سعي إدارته لتحقيق السلام العالمي”.
إلى ذلك، التقى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بنظيره الأمريكي في واشنطن، أول أمس الثلاثاء.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أكد الجانبان على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمغرب، والتي تهدف إلى تعزيز السلام والأمن تحت قيادة الملك محمد السادس والرئيس السابق دونالد ترامب.
فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، جدد وزير الخارجية الأمريكي التأكيد على دعم الولايات المتحدة لسيادة المغرب على الإقليم ومساندتها لمقترح الحكم الذاتي المقدم من المغرب كحل عملي وجدير بالمصداقية.
البيان أشار إلى أن واشنطن ترى في هذا المقترح إطاراً مثالياً لتحقيق تسوية عادلة ودائمة للنزاع.
كما دعا ترامب، وفق البيان، إلى إجراء مفاوضات بين الأطراف المعنية دون أي تأخير، معتبراً أن مبادرة الحكم الذاتي المغربي يجب أن تكون الأساس لهذه المحادثات.
وأشار أيضاً إلى استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لتسهيل التقدم نحو حل دائم يشمل جميع الأطراف.
كما ناقش الطرفان خلال الاجتماع سبل تعزيز التعاون الإقليمي، بما يشمل البناء على اتفاقيات إبراهيم وتوسيع العلاقات التجارية، لتحقيق مصالح مشتركة بين البلدين. كما تم التطرق إلى تأكيد موقف ترامب الداعي إلى إطلاق حركة “حماس” لجميع الرهائن بشكل فوري.
الوزير الأمريكي أشاد بالجهود القيادية للمغرب في دعم مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين وجميع شعوب المنطقة، مشيراً إلى الدور الإيجابي الذي يضطلع به المغرب في هذا السياق.