24 ساعة-متابعة
أطلقت جبهة البوليساريو أكبر عملية تهجير لأطفال المخيمات إلى أوروبا تحت غطاء “عطل في سلام”. وهي أكبر غطاء لبيع مئات الأطفال الصحراويين إلى جمعيات وعائلات أوروبية بغرض التبني، يتخللها مرور الأطفال بعدة مراحل تهدف الى غسل أدمغتهم وتنصيرهم من طرف قساوسة، في ضرب تام لتعاليم الدين الإسلامي.
و أطلقت الجبهة الإنفصالية، الأسبوع الماضي نسخة جديدة من “عطل في سلام”. في كل صيف، يتوجه مئات الأطفال من مخيمات تندوف إلى بعض الدول الأوروبية، وخاصة إسبانيا، لقضاء بضعة أسابيع مع عائلات مضيفة. وغالباً ما تستمر هذه الرحلة لعدة سنوات بمباركة البوليساريو. وهذا ما ندد به منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف (فورساتين) يوم الأحد 30 يونيو.
وفي بيان له، تطرق المنتدى إلى تجاوزات برنامج “عطل في سلام”، الذي يهدف بشكل رئيسي إلى تسهيل تبني الأطفال الصحراويين من قبل جمعيات وعائلات أوروبية. وهي عملية “يتخللها مرور الأطفال عبر مجموعة من المراحل تحت مسميات مختلفة : أنشطة ترفيهية. زيارات ، رحلات، حملات علاجية ، كلها مسميات للتمويه حول ما حقيقة تلك البرامج، التي تهدف إلى غسل أدمغة أطفال مخيمات تندوف واقتلاعهم من جذورهم”.
وأكد فورساتين أن اختيار الأطفال لا يتم بشكل عشوائي، وإنما يتم “التركيز على أطفال ينتمون لأقليات قبلية أو أطفال يتامى. تفاديا للاحتجاجات عقب انتهاء فصل الصيف دون رجوعهم الى المخيمات حسب الاتفاق مع العائلات المتبنية”. بينما يواصل أطفال أعضاء قيادة البوليساريو والقبائل الكبيرة دراستهم في أوروبا أو في بعض دول أمريكا اللاتينية.
أسر في تندوف تحتجز أطفالها
وتعود النسخة الأولى من “عطل في سلام” إلى صيف 1979. حيث نظم الحزب الشيوعي الإسباني آنذاك رحلة إلى إسبانيا لصالح 100 طفل صحراوي من مخيمات تندوف. فيما بعد، أضيف التبني من قبل العائلات الأوروبية. ، وخاصة الإسبانية، إلى هذا البرنامج. وعلى الرغم من كل الاحتياطات التي اتخذتها البوليساريو، فإن هذا البرنامج شهد تجاوزات، حيث تفقد بعض الأسر صبرها، وتتمرد وترفض “اقتلاع” أطفالها، ولا تتردد في “احتجازهم” عند عودتهم إلى تندوف، لمنعهم من العودة.
في مارس 2016، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، قبيل زيارته لمخيمات تندوف، إلى مطالبة البوليساريو بتسهيل الإفراج عن ثلاث نساء: المعلومة موراليس دي ماتوس، مواطنة إسبانية. وداريا إمبارك سلمى، وناجيبا محمد قاسم، اللوائي تم احتجازهن من قبل أسرهن في مخيمات تندوف.
ورضخت الجبهة عندئذ لإرادة الأسر لتجنب تكرار الاحتجاجات الشعبية في نونبر 2014 التي تلت تهريب، محجوبة محمد حمدي داف. مواطنة إسبانية منعتها عائلتها البيولوجية لعدة أشهر من الانضمام إلى عائلتها بالتبني في إسبانيا.
بالإضافة إلى المآسي العائلية، لا يفلت أطفال “عطل في سلام” من الاستغلال السياسي من قبل البوليساريو. ففي غشت 2018، اضطر الفاتيكان إلى نشر توضيح رداً على استغلال إعلامي لصورة البابا فرنسيس مع أطفال صحراويين في روما.