24 ساعة- يوسف المرزوقي- الرباط
وجهت جبهة ”البوليساريو” الانفصالية تهديدات مبطنة إلى كل من موريتانيا ودول افريقية أخرى؛ وذلك عبر اتهامها باستغلال معرب الكركرات بـ شكل غير شرعي”.
وتأتي هذا التشويش من قبل الجبهة الانفصالية وزعمائها؛ تزامنا مع الاجتماع السنوي لمجلس الأمن الدولي المخصص لقضية الصحراء، الذي سيصدر قرارا يتماشى مع طرح المملكة، كما الشأن خلال الاجتماعات السابقة، وهو ما بات يؤرق البوليساريو وصنيعتها الجزائر.
ولم تجد الجزائر والجبهة الانفصالية من طرق على التشويش، سوى تهديد موريتانيا وبعض الدول الافريقية، قصد تحوير النقاش، وجعل معبر الكركرات ممر عشرات الشاحنات يوميا، محور المشكل عبر طرح شرط إغلاقه.
ونشرت صحيفة الشعب الجزائرية اليومية، الناطق باسم وزارة الاتصال برئاسة عمار بلحيمر، في عددها الصادر يوم الاثنين 10 أكتوبر، تصريحات لأحد قادة البوليساريو كان الهدف منها الترويج للدعاية الجزائرية التي تستهدف معبر الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية.
وصرح خطري أدوه، المسؤول عن التنظيم السياسي داخل البوليساريو، والرئيس السابق للوفد الانفصالي خلال الموائد المستديرة في جنيف 1 و 2 (بين أواخر 2018 وأوائل 2019)، لصحيفة الشعب، وفقا ما نشرته بعض المواقع الموريتانية، أن “موريتانيا، كغيرها من الدول الأفريقية، تنتهك المعاهدات والاتفاقيات الخاصة بالعلاقات التجارية، كما أقرها الاتحاد الإفريقي”.
هذا التهجم الذي استهدف موريتانيا، والذي بدأه الشخص الذي يضعه النظام الجزائري كبديل محتمل لإبراهيم غالي، هو في الواقع تهجم من قبل الجزائر التي من الواضح أنها لم تنجح في دفع موريتانيا إلى الانخراط في حملتها الديبلوماسية الجديدة المعادية للمغرب.
وهكذا، لمحاولة التملص من كونها الطرف الرئيسي الذي اختلق هذا الصراع الوهمي حول الصحراء المغربية، أعلنت الجزائر أنها لن تشارك بعد الآن في عملية “الموائد المستديرة” للأمم المتحدة التي بدأها المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة في الصحراء، والرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر.
من خلال هذه التصريحات، تريد الجزائر أن تضع العراقيل أمام مهمة المبعوث الأممي الجديد للصحراء، ستيفان دي ميستورا حتى قبل أن تبدأ هذه المهمة. أليست الجزائر هي التي وضعت شرطا غير قابل للتطبيق وهو أن عودة البوليساريو إلى وقف إطلاق النار بعد حربها الوهمية التي لا توجد إلا في البيانات الصحفية شبه اليومية لوكالة الأنباء الجزائرية، غير وارد حتى ينسحب المغرب من الكركرات؟
غير أن وجود المغرب في الكركرات لا رجعة فيه، بل وتدعمه موريتانيا التي نتذكر أنها اتهمت البوليساريو علانية، في أكتوبر ونونبر 2020، بفرض حرب اقتصادية عليها خلال الحصار الذي فرضته ميلشياتها لعدة أسابيع لهذا الممر الاستراتيجي للاقتصاد الموريتاني، قبل أن تعرب نواكشوط عن رضاها بعد التدخل العسكري للجيش المغربي الذي طرد بشكل نهائي، في 13 نونبر 2020، البوليساريو من الصحراء الأطلسية.