24ساعة-العيون
تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات جيوسياسية عميقة. اشتدت في الآونة الأخيرة مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، إلى جانب ضعف وتقلص قدرات أذرع إيران في المنطقة.
ولهذه التطورات تأثير كبير على القضايا المتعلقة بالمغرب، وخاصة قضية الصحراء.
وبحسب قراءات سياسية مختلفة لتطور الأوضاع، فإن سقوط نظام بشار الأسد يمثل خسارة للمحور الجزائري الإيراني. إذ كان النظام السوري بقيادة الأسد أحد الحلفاء التقليديين. الجزائر تدعم الطرح الانفصالي في الصحراء المغربية.
والدليل على ذلك أن العاصمة السورية دمشق استضافت في عهد الأسد مكتبا تمثيليا لجبهة البوليساريو. وهو الوحيد من نوعه في الدول العربية خارج أطراف الصراع المباشرة.
الجزائر، الخصم المباشر للمغرب في قضية الصحراء، لطالما وثقت بأنظمة ذات أفكار مماثلة، خاصة الأنظمة العسكرية التي تتقاسم معها التوجهات اليسارية الموروثة من حقبة الحرب الباردة، مثل سوريا وإيران.
وسبق للنظام السوري، بقيادة الأسد، أن استضاف عناصر عسكرية موالية للبوليساريو خلال السبعينيات والثمانينيات. وحاولت جبهة البوليساريو، عبر مكتبها التمثيلي في دمشق، اختراق دول عربية أخرى للترويج للطرح الانفصالي، مثل لبنان والعراق.
وسيقوض نظام الأسد وجود التوجه الانفصالي على الساحة العربية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، نظرا لتقارب النظام العسكري السوري قبل سقوطه مع النظامين الجزائري والإيراني.
إن هذه الأحداث التي تشهدها سوريا تعزز الإجماع العربي على دعم المملكة المغربية فيما يتعلق بملف الصحراء. كما تعزز حالة العزلة التي تعيشها الجزائر بشأن هذه القضية.
وعلى المستوى الدبلوماسي، لم تعد هناك أي دولة عربية خارج أطراف النزاع تعترف بـ”البوليساريو”؛ ولم يعد هناك أي بعثة دبلوماسية أو مكتب تمثيلي للبوليساريو على الساحة العربية، باستثناء تمثيلها في الجزائر.
ومن شأن هذه الأحداث أن تقوض محاولات الجزائر الملحة لكسر الإجماع العربي ومحاولة التأثير على موقف الجامعة العربية، وهي المواقف التي كانت دائما مؤيدة بشكل واضح لدعم السيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة.