الرباط-متابعة
دعا الناشط البيئي محمد التفراوتي إلى الحفاظ على الموروث الواحي للمملكة من خلال العناية والتفحص بالنظر لاستعجالية المخاطر المحدقة بهذه المناطق الجغرافية النائية والمعطاء التي تئن تحت وطأة تغير المناخ و بطش الحرائق. وشح المياه، فضلا عن السلوك البشري الغير السوي تجاه معظم الموارد المختلفة باختلاف المجالات وتنوعها.
وأكد محمد التفراوتي في الرسالة المفتوحة التي وجهها إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والذي توصلت “24 ساعة” بنسخة منها، أن المغاربة استبشروا خيرا بضخ دماء جديدة بتعيينكم على رأس وزارة قوية ومهمة تعنى بقطاع الفلاحة، والمياه والغابات، وكذا الصيد البحري في ظرفية سواء على المستوى الوطني أو دولي من جانب تغير المناخ. والتدخل البشري السلبي في مختلف الموارد الطبيعية بالواحات المغربية.
ولفت الناشط البيئي عبر خطابه المفتوح، إلى ملف هام يتعلق بالواحات المغربية، والذي يستوجب العناية والتفحص لاستعجالية المخاطر المحدقة بهذه المناطق الجغرافية النائية والمعطاء. والتي تلذغ كل سنة بشرارة وسطوة المعاناة التي تطالها. واحات تئن تحت وطأة تغير المناخ و بطش الحرائق. وشح المياه..، فضلا عن السلوك البشري الغير السوي تجاه معظم الموارد المختلفة باختلاف المجالات وتنوعها.
ووضح المتحدث في ذات الرسالة، أن حرائق الواحات أضحت سنة واجبة كل عام بالمغرب، يستشري لهيبها في مناطق جغرافية بعينها، تخلف خسائر مهولة تجهز على كل الآمال والأفاق الواعدة في رفع نسبة الإنتاج الوطني من التمور، وتطوير مجال الواحات الوطنية الوارف واستدامة نظمها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتثمين تراثها المادي واللامادي بعقلانية وابتكار.
وأضاف التفراوتي قائلا : “زيادة على ما ذكر نجد كابوس آخر هو الفياضانات، مثل حدث فيضانات الراشيدية الأخير الذي خلف خسائر بالقنوات المائية المرتبطة بالآبار والتي تمتد أفقيا تحت الأرض (الخطارات). وكذا الحصار من كل جانب مرة لهيب النيران وتارة أخرى فيضانات تغمر الحقول المعيشية لساكنة لا مورد لها إلا ما تكتسبه من مداخيل بسيطة من هذه الفضاءات المستنزفة” .
وشدد الناشط على كمية الحرائق المسجلة كل سنة والتي تربك مختلف الاستراتيجيات التي تنشد تحقيق تنمية مجالية مستدامة. متسائلا في رسالته المذكورة، بطرحه السؤال التالي، هل هو عامل مناخي أقوى من كل الاستعدادات وسبل المواجهة المعتمدة من قبل الجهات الوصية والمعنية؟، خصوصا أمام استحضار السياق الدولي المتمثل في تفشي الحرائق في عموم دول العالم. آخرها حريق أمريكا.
وخلص التفراوتي إلى إخبار الوزير أن الإدارة فطنت إلى وجوب اعتماد استراتيجية تحمي الواحات المغربية ونظمها البيئية الأكـثـر هشاشة، وتشجيع معالجة قضايا تـغـيـر المـنـاخ مـن خــلال إجـــراءات الـتـكـيـف واستحضار خـصـائـص كـل نـظـام بيئي، كما دعا إلى تعاون دولـي قوي لمواجهة تغير المناخ.
والتمس محمد التفراوتي من الوزير إيلاء عناية خاصة بهذا الملف. ورفع كل التباس. والعمل على تفعيل مبادرة “الواحات المستدامة” في سياق دولي. كي ينعم مواطنوا الواحات بالاستقرار. وصون مواردهم ورأس مالهم الطبيعي من كل منغصات طبيعية أو بشرية. وتنتصر المبادرات الجادة الضامنة لحقوق الأجيال القادمة.