24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
بعد التقارب العسكري الأخير بين المغرب وإثيوبيا.يحاول عدد مستخدمي الإنترنت ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من الشخصيات الجزائرية إقناع مصر بالاعتراف بجبهة البوليساريو الإنفصالية.
في ذات الصدد يطلق النظام العسكري الجزائري، حملة لتشويه سمعة المملكة من خلال استخدام العديد من الشخصيات الإعلامية الجزائرية لإثارة الفتنة بين الشعبين المغربي والمصري، وبالتالي مطالبة القاهرة بالاعتراف بكيان تندوف الوهمي ردا على التقارب المغربي الاثيوبي.
في السياق نفسه، صرح صحفي جزائري معارض أن النظام العسكري الجزائري ومجموعته الإعلامية سيواجهون صعوبة في دفع الحكومة المصرية للاعتراف بجبهة البوليساريو لأن القاهرة والرباط تربطهما علاقات قديمة تعود إلى زمن يعقوب المنصور الموحدي وصلاح الدين الأيوبي.
ومن المثير للاهتمام أن إثيوبيا لم تعد تدافع بحماس عن البوليساريو داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي، وهو ما يثير حفيظة النظام العسكري الجزائري، لأن المغرب يعرف كيف يحشد الدول الإفريقية حول هالته من أجل تعديل ميثاق الاتحاد الإفريقي من أجل طرد البوليساريو بشكل نهائي من الاتحاد الأفريقي.
ويضاعف النظام العسكري الجزائري جهوده لبائسة، لعزل المغرب في شمال إفريقيا لكن جهوده لم تسفر عن نتائج تذكر، فدولة تونس تحاول استعادة علاقاتها مع المغرب منذ استقبال الزعيم الإرهابي ابراهيم غالي في تيكاد 8 بتونس، فيما موريتانيا تحافظ على علاقات ممتازة مع المغرب، و تعتبر ليبيا المغرب شريكها الأكثر موثوقية لحل مشكلة إعادة توحيدها، فيما جمهورية مصر العربية لا ترى في التقارب بين الرباط و أديس ابابا أي تهديد.
وفي الواقع فإن الجزائر لا تزال عالقة في منطق الحرب الباردة لأنها تعتقد أن الرباط تبني علاقاتها مع الدول الإفريقية على أساس أيديولوجي بينما الرباط تجاوزت هذه المرحلة: المملكة تبني علاقاتها على منطق اقتصادي وتجاري وفق منطق رابح رابح.
وبينما لا تزال الجزائر في حالة إنكار جهنمي، يصل المغرب إلى هدفه النهائي، وهو الاعتراف الرسمي من المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة والمجتمع الأفريقي المتمثل في الاتحاد الأفريقي بسيادته على الصحراء المغربية.