للتعريف بعادات وتقاليد القبائل الصحراوية بالأقليم الجنوبية للمملكة، تنشر جريدة “24ساعة” سلسلة حلقات من إعداد محمد فاضل أحمد الهيبة الباحث في الثرات الصحراوي، تضم مختلف المواضيع في العديد من المجالات والتي لها علاقة بتاريخ وحاضر المنطقة الجنوبية للمملكة.
الحلقة الثامنة:
“الاعراس في الصحراء”
الزواج هو ميثاق ترابط وتماسك شرعي بين الزوجين غايته الاحصان والعفاف يحرص أهل الصحراء على تكثير سواد الامة بإنشاء أسرة مستقرة تحت رعاية الزوج تكفل لهما تحمل أعبائها في طمأنينة وسلام وود وإحترام .
تُعشق حفلات الزواج وعاداته وتقاليده عند أهل الصحراء رغم تكاليفها المادية الباهضة ، عكس بداية المسيرة الزواجية فالخطبة لاتكلف في الغالب سوى كؤوس شاي ولبن تقدم للوفد الرجالي الخاطب من أهل العريس أما النسوة فيسبقن الخطبة الرسمية بزيارة ودّ ومجاملة وحتى استطلاع لعائلة العروس ولا تدخل الفتاة عليهن غالباً لتشدد العادات وتقاليد بعض الاسر
تستدعي اسرة العروس جميع اقاربها والمعارف والجيران وتحدد يوم العرس بالاتفاق مع العريس غالبا في العطل والاعياد ، وقبل الفجر يوم الفرح تنحر الأسرة جملاً ” ناعماً ” يمكنه الستر في الضيوف الذين يصلون بعض الاحيان أكثر من ستة مائة مدعو بين الرجال والنساء الذين لايختلطون في مكان واحد ، وبعد الغذاء يجتمع كبار الرجال والشيوخ من اهل العروسين والمقربين يتوسطهم أسنهم ويعقدون قران الولد بالبنت بحضور العدل الذي يسجل العقد تسجيلا رسمياً ، مباشرة تبدأ الزغاريد ويسمع صوت الطبل فرحا بعقد القران يدوم ذلك حوالي النصف ساعة بعدها تبدأ النسوة بالتوافد على خيام العرس بعد ذهاب الرجال بعد ذلك مباشرة تسمع ابواق السيارات قادمة بوفد اهل العريس من النساء ( تسمى مجيئ الدفوع اي أصداق ) وبعد وصول الوفد يقدم له التمر والحليب وسط الزغاريد وصوت الطبل واغاني ترحيبية وبدخوله تبدأ الخادم المرافقة للصداق بعدّه للحضور من النسوة والصداق عند اهل الصحراء عادة يتقدمه جمل او جملين حسب الاستطاعة وعدد كبير من اكياس السكر والزرابي التقليدية والزرابي التركية بالاضافة الى حاجيات ولباس العروس ويتكون من الحلي الذهبية وساعات وديرات تقليدية ولباس املاحف ورمبي وعطور ويتعدى 70.000 درهم في المتوسط ويبدأ حفل الغذاء وسط الرقص والموسيقى حتى صلاة المغرب.
يبدأ الحفل منتصف الليل بالاغاني التراثية ويسمى المغني ( إيگيو والانثى تيگويت ) ويبدعون في وصلات تتوسطها رقصات النسوة من اهل العروس وبعد ساعة تسمع ابواق السيارات قادمة ( المروح) تتوسطهم سيارة العريس مع اصدقائه واهله وعند دخوله يزداد الحفل فرحا وتستمر الافراح ليدخل العريس لمرافقة عروسه للسهرة ووجها مغطى بالكامل يجلس العرسان وسط الخيمة ويبدا الشعراء بمدح اهل العريس والعروس وسط عشرات الاوراق النقدية يقدمها الحاضرون وتسمى ( علاگة ) ويستمر الحفل حتى ساعات الصباح ، يغادر العروسان الحفل الى خيمة الرگ وسط حضور يقتصر على العائلة ويبقى العريس لبعض الوقت مع عروسه لينصرف تاركا بعض اصدقائه يحرسون العروس كي لاتخبئها صديقاتها وتسمى العملية ( الترواغ) وفي الليلة الثانية وتسمى ليلة البنية يحضر العريس مع اصدقائه في جو عائلي مرح لبعض الوقت بعد ذلك يأخذ عروسه وتبدأ الحياة .