للتعريف بعادات وتقاليد القبائل الصحراوية بالأقليم الجنوبية للمملكة، تنشر جريدة “24ساعة” سلسلة حلقات من إعداد محمد فاضل أحمد الهيبة الباحث في الثرات الصحراوي، تضم مختلف المواضيع في العديد من المجالات والتي لها علاقة بتاريخ وحاضر المنطقة الجنوبية للمملكة.
الحلقة الخامسة:
“الخيمة عند أهل الصحراء”
السكن الروحِي والوجداني بالصحراء هو الخيمة التي يلجأ إليها الجميع شتاء وصيفاً ، وتسهر النسوة على صناعة الخيام من شَعر الماعز بعدما ينتهي الرجال من عملية ” زَزْ” القطيع .
تستدعي سيدة البيت عدة نساء لعملية تُسمى ” أتويزة ” ويذبح رب البيت كبشاً لضيافتهن ، وتبدأ النسوة في تجميع الشعر بعد ذلك يقمن بضربه بعيدان رقيقة مخصصة لذلك تُسمى ( لمطارگْ تُصنع من شجر الطرفة ) ويطلق على العملية ( التشعشيع ) ، بعدها تأخذ النسوة ” أغرشال” ( وأغرشال يدين خشبية تتوسطها مسامير حادة رؤوسها ) وتبدأ بتغرشيل الشعر وبعضهن يأخذن عيدان تسمى ” لمغازل” وتبدأ في غزله بعدها تأخذ ” المبرم ” وهي أداة تدور بشكل يدوي قصد أن تصبح الخيوط غليظة ، بعد ذلك تبدأ عملية ( النّزْ ) وهي صناعة ( لفليجْ ) .
توضع خيوط متوازية بطول أمتار وتوضع خيوط ثانية من فوق منها وتجمع بخيط يُسمى ” خيط النّيرة ” ويُفرق بين الخيوط عرضاً بقطعة خشب تسمى ” الصُّوصْية ” وتقوم النسوة بضربها ” بالمدرة ” حتى تنسجم الخيوط مع بعضها البعض ويُطوى لفليج في النهاية لتعاد العملية مرة أخرى حتى الحصول على عدد الفلجة المطلوبة ، قد تكون ثمانية الى عشرة حسب المساحة ، وتقوم النسوة بعملية تسمى ” الجبرْ ” وهي خياطة الفلجة بعضها ببعض تنتهي بعملية ” شلْ” الخيمة أي خياطة أركانها لتصبح جاهزة وختاماً يوضع اثنى عشر من الاخراب الحديدية ، ستة في كل جانب من جوانب الخيمة .
قبل البدأ في بناء الخيمة ، يصنع الحرفي قطعة خشبيه شبيهة بصندوق دائري تُسمّى ” لْحَمَّارْ” تكسى بثوب لمليفة المطرز ، يوضع فيها عمودين يطلق عليها اسم ” أركايزْ ” طولها بين مترين ونصف الى ثلاثة أمتار ، توضع بداخل الخيمة لتقوم النسوة برفع الاعمدة للأعلى وتسمى العملية ” لعليات يسمكو الخيمة أي يقمن ببنائها ” ليثبتن أطرافها بحبال قوية وأوتاد تزيد عن العشرة تقريبا.
تأثث الخيمة بلگطايف ( الزرابي ) المصنوعة محلياً ، وكذا تضع فيها ربة البيت ” أَرْحَلْ ” وهي شبيهة بالطاولة مصنوعة من الخشب بارتفاع متر ونصف تقريبا لتضع عليها تيزياتن ( والتيزياتن تصنعها الصانعات التقليديات من الجلد لحفظ لباس المرأة ) ، ولاتخلو الخيام من الحجبة وهو ثوب ساتر تستخدمه ربة البيت لعزل أهل الخيمة من النساء والاطفال عن الضيوف من الرجال .
الان وبعد الثورة الكبيرة في مجال البناء والتكنولوجيا مازال أهل الصحراء يحافظون على الخيام ويستخدمونها في رحلاتهم الصيفية في البوادي وقرب شاطئ البحر كما ان لها حضور مميز في حفلات الاعراس ويقوم الكثير من اهل الصحراء ببنائها فوق اسطح المباني تحضيرا ليالي السمر في رمضان .