محمد أسوار- الرباط
كشفت مصادر مطلعة أن رياح تغيير القيادة الحالية لحزب الأصالة والمعاصرة، تجري بقوة في ظل اتساع رقعة المطالبين بتنحي وهبي من منصبه كأمين عام لحزب ”البام”.
وأوضحت المصادر لـ ”24 ساعة”، أن ما يقع داخل ”البام”، وانعكس بشكل جلي في مجلسه الوطني الأخير، المنعقد بمدينة سلا، نهاية شهر ماي الماضي، وما وقع بمدينة تارودانت، وأيضا ”نسف” لقاء للحزب بمدينة كلميم، من قبل غاضبين على القيادة الحالية؛ يؤكد رغبة مجموعة من القياديين الباميين في خليفة جديدة، ليقود ”الجرار، عوضا عن عبد اللطيف وهبي.
وشددت المصادر على أن القيادي والبرلماني المثير للجدل، هشام المهاجري، يقف وراء ”الحركة التصحيحية” الغامضة الزعامة، والتي ظهرت مؤخرا، موجهة سهام نقدها لوهبي؛ رغم أن المهاجري لا يريد أن يظهر في الصورة بوضوح في كونه وراء الحركة، مما دفعه إلى نفيه للأمر علنا.
وأكدت المصادر أن غيابه المفاجئ في المجلس الوطني للحزب، بدعوى مشاهدة نهائي دوري أبطال أوروبا، كانت دليلا على وقوفه، إلى جانب قياديين، في السعي نحو الإطاحة بوهبي من منصبه.
من جهة أخرى، يسابق الأمين العام لـ ”البام”، الزمن من أجل التصدي لحركة التغيير التي قد تعصف به، من خلال تنصيب موالين له في مواقع المسؤولية للحزب، خصوصا بعد أن تمرد عليه جل أعضاء ”البام” بمسقط رأسه بتارودانت، وهو ما اعتبره وهبي إنذارا خطيرا يهدد بقائه على رأس الأمانة العامة للجرار.
وأوضحت المصادر أن وهبي وضع اللجان الجهوية للتحكيم والأخلاقيات، سيفا على المتمردين عليه، حيث من المتوقع أن يحيل جميع الغاضبين عليه على أنظار هذه اللجان، في أفق تجميد عضويتهم، وتعويضهم بمن هو ”تابعين”.
وكشفت نفس المصادر، أن خطوات وهبي هذه فشلت فشلا ذريعا، والدليل أن الحزب، الذي كان يعد قوة تنظيمية في الحسيمة وسوس، صار وضعه التنظيمي ضعيفا للغاية، بفعل هذه التقلبات.
وأبرزت المصادر أن وهبي يخشى كثيرا، من جهة مراكش- اسفي، حيث يشهد الحزب دينامية كبيرة، بقيادة فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة برلمان الحزب.
وذكرت نفس المصادر العارفة بخبايا الحزب، أنه من المستبعد جدا أن يترشح وهبي لولاية ثانية في ظل الغضب الكبير الذي يلاحقه؛ وفي ظل الدعوة نحو عقد مؤتمر إستثنائي، من قبل الغاضبين والمؤسسين للحركة التصحيحية.
وأوضحت أن هناك إجماعا على أن يقود الجرار، قيادي بارز سابق يوجد بجهة الشرقة، وأحد مؤسسي حركة ”لكل الديمقراطيين” التي خرج من رحمها الحزب.
المهاجري، في حديث لـ ”24 ساعة”، الذي لم ينف ولم يؤكد، صلته بالحركة التصحيحية داخل ”البام”، رغم ”الشبهات”، التي تحوم حوله؛ اكتفى بالقول أن ”اللي تيشطح ما تيخبي لحيتو”، قائلا أيضا: ”أنا لست بذلك الجبن السياسي.. إذا كنت اريد أن أخرج بموقف سياسي سأقوم بذلك”.
ورغم الإلحاح على أن يتبرأ من ”الحركة التصحيحية”؛ إلا أن المهاجري تهرب من ذلك، رغم أنه انتقد بشدة ”الأشخاص” الذين يقفون وراء الحركة، مشددا على أن النقد يجب أن يكون بمؤسسات الحزب.
وأضاف: ”نحن لسنا في كوريا الشمالية لكي يخاف الشخص إذا أراد أن يعبر على موقف سياسي، نحن حزب منفتح عبر يا أخي على موقفك السياسي”.
وحول غيابه من أشغال دورة المجلس الوطني (برلمان الحزب)، إلى جانب رئيسته فاطمة الزهراء، عمدة مراكش، وهو ما يستشف منه أنه موقف يثير الشكوك؛ قال المهاجري، ضمن حديثه لـ ”24 ساعة”، أنه كان في زيارة لأحد اقاربه كان مريضا في باريس، وهو ما تزامن مع حضوره لنهائي دوري أبطال أوروبا، و”هناك من يريد أن يصنع الحدث من لاشيء”.
في المقابل سألت الجريدة المهاجري، عن مدى دعمه لوهبي ضد الغاضبين منه، ليجيب قائلا ” لا أنا مع الحزب والصراع يجب أن يكون داخل البام ومن لديه ما يريده أن يقوله فليفعل ذلك أمام المجلس الوطني وأمام المكتب السياسي”.
وأوضح أن الصراع الداخلي يجب أن يكون ”قانوني وليس بلاغات وبيانات مجهولة الهوية.. هذه ليست سياسة هذه خدمة الشوافات”، يقول المهاجري.
هذا وحاولت الجريدة التواصل مع الأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.