24ساعة- متابعة
رغم أن الجزائر تدعي غير ما مرة ألا دخل لها في نزاع الصحراء المفتعل؛ إلا أن مواقفها باتت علنية ومكشوفة بكونها طرفا في هذا النزاع الذي عمر طويلا.
آخر ما يؤكد ذلك، ما صدر عن وزارة خارجيتها، نهاية الأسبوع الجاري، مباشرة بعد تعيين مبعوث أممي جديد إلى المنطقة؛ حين عبرت عن “آمالها بقيام المغرب بإجلاء جيشه من المنطقة العازلة الكركرات بعد تعيين الأمم المتحدة مبعوثا خاصا للصحراء، مؤكدة على”دعم جهوده للاستئناف الفعلي للمفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو.
وزعمت الخارجية الجزائرية أن ””تعيين دي ميستورا يأتي في سياق متدهور ومحفوف بالمخاطر”، بسبب ما وصفته بـ”باستئناف الأعمال العدائية بعد الخرق المفاجئ لوقف إطلاق النار من قبل قوات المغربية”، عبر تواجدها في منطقة الكركرات المغربية.
و تجاهلت الجزائر في تصريحها؛ وفق مراقبين؛ الاعتداءات والخروقات التي قام بها محسوبون على جبهة البوليساريو، عندما قاموا بقطع حركة التنقل عبر معبر الكركارات، والتسبب في أزمة للحركة التجارية بين المغرب وموريتانيا ودول غرب إفريقيا، وهي الخروقات التي دفعت بالمغرب إلى استخدام القوة لإعادة الأمور إلى نصابها في المنطقة.
كما تجاهلت الجزائر، حسب المتتبعين، الاعتداءات التي تقوم بها جبهة البوليساريو بإطلاق القذائف وقصف المناطق التي تدعي أنها محتلة من طرف المغرب، وهي الاعتداءات التي تروج لها الجزائر بنفسها، عبر قنواتها ووسائل إعلامها الرسمي، وروجت لوجود حرب بين الطرفين.
ويرى المتتبعون أن الجزائر تستعمل خطابا مزدوجا في قضية الصحراء، حيث تُقدم دعمها الكامل لجبهة البوليساريو على مختلف الأصعدة، ومن بينها مد الجبهة بالسلاح، ومن جهة أخرى تُعلن للرأي العام الدولي أنها مع المفاوضات السلمية لحل هذه القضية.
ومن جهة المغرب، فإنه أعرب في الفترات الأخيرة أكثر من مرة، أن “الجزائر جزء من أزمة قضية الصحراء، ويجب أن تجلس على طاولة المفاوضات كطرف معني في القضية، وأن ما تدعيه بأن طرف بعيد عن المشكل لا أساس له”.