24 ساعة ـ متابعة
في خطوة دبلوماسية لافتة، اختارت الجزائر التغاضي عن قرار الإكوادور في أكتوبر الماضي سحب اعترافها بالكيان الوهمي. ليس هذا فحسب، بل أكدت كيتو أيضاً على “أهمية” المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل لتسوية نزاع الصحراء المفتعل. ورغم هذا التحول في الموقف الإكوادوري، يبدو أن الجزائر عازمة على المضي قدماً في تعزيز التعاون مع الإكوادور.
هذا الموقف الجزائري يثير تساؤلات حول الدوافع الكامنة وراء هذا التجاهل الدبلوماسي. فلطالما كانت الجزائر من أبرز الداعمين لجبهة البوليساريو وأطروحتها الانفصالية، وكان أي تغيير في مواقف الدول تجاه الكيان الوهمي يلقى عادة ردود فعل قوية من طرفها.
في ذات الصدد، ووفق ما أفادت به وزارة الشؤون الخارجية، حضر كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، ممثلا للرئيس عبد المجيد تبون، مراسم تنصيب رئيس الإكوادور، دانييل نوبوا أزين، والتي جرت يومي 23 و24 ماي الجاري بالعاصمة كيوتو.
ويرى بعض المحللين أن هذه الخطوة، تعكس محاولة من الجزائر لإعادة ترتيب أوراقها الدبلوماسية مع الإكوادور. وربما البحث عن مسارات جديدة للتعاون الاقتصادي قد تفوق في أهميتها الأبعاد السياسية المباشرة لنزاع الصحراء المفتعل.
ففي ظل تعزيز المغرب لعلاقاته في أمريكا اللاتينية وتزايد الدعم لمقترح الحكم الذاتي، قد تجد الجزائر نفسها مضطرة للتكيف مع واقع جيوسياسي متغير.
من هذا المنطلق، يطرح السؤال هل هذا التحول في استراتيجية الجزائر نحو الإكوادور. يشير إلى تغيير أوسع في سياستها الخارجية تجاه ملف الصحراء المغربية ، أم هو مجرد خطوة تكتيكية لا تؤثر على موقفها المبدئي؟