24ساعة-متابعة
تتولى الجزائر الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة شهر خلال شهر يناير. وهو الدور الذي تؤديه في سياق دبلوماسي تميز بتطورات كبيرة فيما يتعلق بالنزاع حول الصحراء المغربية. حيث شهدت هذه القضية، التي تقع في قلب التوترات الإقليمية، نقطة تحول مع اعتماد القرار 2756، الذي عزز موقف المغرب من خلال تسليط الضوء على مبادرته للحكم الذاتي، التي تحظى بدعم واسع النطاق من قبل الأمم المتحدة والعديد من البلدان مثل الحل الوحيد للنزاع.
لكن، وفي مفاجأة كبيرة، تميز جدول أعمال مججلس الأمن خلال الرئاسة الجزائرية. بالغياب التام لأي ذكر للصحراء المغربية. وهو إغفال مفاجئ، خاصة وأن الجزائر جعلت هذه القضية أولوية معلنة في سياستها الخارجية. وأثار هذا القرار العديد من التساؤلات، سواء بين المراقبين أو بين الجهات المهتمة بهذا الأمر.
استراتيجية التجنب في مواجهة الضغوط الدولية
ويرى مراقبون أن هذا الغياب المتعمد يعكس رغبة الجزائر في تجنب المناقشات الدبلوماسية التي قد تكون محرجة. بحيث أن الجزائر تتجنب طرح هذه القضية على جدول الأعمال حتى لا تتعرض لتداعيات دبلوماسية سلبية، خاصة في سياق يتعزز فيه الاعتراف الدولي بالطبيعة المغربية للصحراء. وهذه الاستراتيجية يمليها أيضا تصعيد جبهة البوليساريو، ولا سيما انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي يضع الجزائر في موقف حساس.
وبرر عمار بن جامع، مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، هذا الإغفال بالتأكيد على أن “مجلس الأمن كان قد جدد، قبل ثلاثة أشهر، ولاية بعثة المينورسو”. وحدد أن “الجزائر لا تنوي إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال المجلس إلا في حالة حدوث حدث جديد يتطلب ذلك”. ورغم هذا الموقف، أكد مجددا تمسك بلاده بـ”تقرير المصير” في الصحراء المغربية، واصفا هذه القضية بأنها “أولوية بالنسبة للجزائر وإفريقيا والأمم المتحدة”.
موقف دفاعي
في ذات السياق، تبدو الجزائر غير قادرة الآن على إدراج هذه القضية على جدول أعمال مجلس الأمن.نظرا لأن الجدول الزمني للرئاسة الجزائرية لا يسمح بإعادة طرح هذا الموضوع. رغم طموحات ممثلها في استغلال هذا المحفل الدولي لخدمة مصالح النظام.
كما أن الجزائر لا تزال مقيدة بقرارات مجلس الأمن، رغم محاولاتها المتكررة للتأثير على مسار القضية. وخاصة القرار 2756، الذي يؤكد موقف المغرب.
إن شهر رئاسة مجلس الأمن هذا يسلط الضوء على مدى تعقيد الموقف الجزائري. وفي مواجهة الدبلوماسية المغربية التي حققت سلسلة من النجاحات، لا سيما مع افتتاح قنصليات في الأقاليم الجنوبية. يبدو أن الجزائر تختار نهجا حذرا، بل ودفاعيا، لتجنب زيادة عزلتها.