24 ساعة-متابعة
في خطوةٍ مثيرةٍ للجدلٍ، أقدمت الجزائر على استقبال وفدٍ من الحركات الكردية الانفصالية في تندوف. مما أثار حفيظة تركيا وسوريا. هذا التحرك الجريء يمثل تصعيداً جديداً في التوترات الإقليمية. ويثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة، وآثارها المحتملة على المنطقة.
وقد رفع الوفد الكردي أعلاماً رمزيةً تدل على تطلعاتهم الانفصالية. مما اعتبرته تركيا استفزازاً مباشراً. فأنقرة، التي تخوض صراعاً مع حزب العمال الكردستاني منذ عقود. ترى في أي تحرك يدعم التطلعات الكردية تهديداً لأمنها القومي.
وتتزامن هذه الخطوة، مع تحسن العلاقات بين المغرب وسوريا، مما يشير إلى تحولات جيوسياسية عميقة في المنطقة. فالمغرب، الذي يواجه تحديات في الصحراء المغربية، يسعى إلى تعزيز علاقاته الإقليمية. بينما تسعى سوريا إلى كسر عزلتها الدولية بعد سنوات من الحرب.
كما يمثل الاستقبال تهديدا مباشرا لمصالح تركيا، الرافضة لقيام أي دولة كردية أو إدارة ذاتية الحكم على حدودها، الأمر الذي كان من أسباب تدخلها عسكريا في سوريا، ودعمها لسيطرة المعارضة على أجزاء من شمال البلاد.
واستقبلت الجزائر وفدا من الأكراد، القادمين من مناطق شمال شرق سوريا، الخاضعة إلى حدود اللحظة لقوات “سوريا الديمقراطية”، والتي تديرها “روج آفا”، وزاروا مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف بالحنوب الجزائري. وظهروا في صور جماعية رفعوا خلالها علم الجبهة إلى جانب علمين مثلان المناطق الكردية.
وعبر الوفد عن “الانفصال” بشكل أوضح، من خلال رفع علم “وحدات حماية الشعب الكردية”، المعروفة اختصارا بـ YPG، التي تصنفه أنقرة كـ”منظمة إرهابية”، بسبب أنشطتها المسلحة وطموحها العلني لإنشاء دولة كردية قومية تقتطع أراضيها من الأراضي التركية والسورية .
خطوة للتشويش على التقارب بين المغرب وسوريا
كما أن هذه الخطوة الجزائرية المتمثلة في احتضان الانفصاليين الأكراد تأتي في ظل التقارب المُعلن سوريا والمغرب، حيث سبق لوزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية، أسعد الشيباني، أن أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في 30 ديسمبر 2024.
وأكد بوريطة خلال هذا الاتصال “دعم المغرب للشعب السوري ولسيادة سوريا ووحدة أراضيها. والقواسم المشتركة بين البلدين، وضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بما يخدم المصالح المشتركة”،
ويأتي هذا التطور في سياق بحث الإدارة السورية الانتقالية، التي يقودها أحمد الشرع، زعيم “هيئة تحرير الشام” عن دعم دولي إثر إسقاط نظام بشار الأسد والسيطرة على العاصمة دمشق وجميع المدن الكبرى، باستثناء شمال شرق البلاد، على الحدود مع تركيا، الذي لا زالت الميليشيات المسلحة الكردية تبسط سيطرتها عليه.
وحصل هؤلاء النشطاء على تأشيرة دخول إلى الجزائر. بالإضافة إلى تصريح رسمي من السلطات الجزائرية للسفر إلى منطقة تندوف الخاضعة لسيطرة الجيش الجزائري حيث توجد مخيمات جبهة البوليساريو الإنفصالية.