بعد دعوة الملك محمد السادس الصريحة الجزائر إلى الجلوس على مائدة حوار دون شروط مسبقة من أجل بحث التقارب بين البلدين وتجاوز القضايا العالقة التي منعت بناء اتحاد مغاربي موحد، جاء الرد الجزائري بعد أزيد من أسبوعين من دعوة الملك.
فقد بادرت الجزائر اليوم بالدعوة لتنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي في أقرب الآجال.ونقلت قصاصة لوكالة الأنباء الجزائرية، اليوم الخميس، أن الدعوة لاجتماع وزراء الخارجية المغاربيين تأتي لتؤكد الجارة الشرقية للمملكة “تمسكها بهذا الصرح وقناعتها بأهمية التكامل المغاربي بكل أبعاده”.وقال المصدر ذاته إن الجزائر قامت رسميا بمراسلة الأمين العام لاتحاد المغرب العربي من أجل تنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد في أقرب الآجال.
وقالت قصاصة وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية إن “المقاربة الجزائرية لإعادة تفعيل الاتحاد المغاربي ولا تزال، تطبع العديد من المشاريع الضخمة التي أنجزتها الجزائر أو تلك التي توجد حاليا قيد التجسيد، خاصة منها المتعلقة بالمنشآت الكبرى التي تحمل بعدا مغاربيا يمتد في الكثير من الأحيان ليشمل القارة الإفريقية أيضا. فإدراكا منها بمدى قدرة هذه المشاريع في المساهمة في تحقيق التكامل و الاندماج بين دول المنطقة، خاصة في جانبه الاقتصادي، قامت الجزائر بإدراج البعد المغاربي في مشاريعها التنموية الوطنية وعلى رأسها الطريق السيار (شرق-غرب) الذي يشكل حلقة وصل بين الجارتين تونس والمغرب تمر عبر التراب الجزائري وكذا الطريق العابر للصحراء وشبكة الربط بالألياف البصرية و غيرها”.
وأضاف المصدر “من جهة أخرى، وبالنظر إلى الرهانات المشتركة، خاصة منها ذات الطابع الأمني، بادرت الجزائر شهر يوليوز من سنة 2012 إلى عقد دورة استثنائية لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد خصص لبحث إشكالية الأمن بالمنطقة المغاربية ووضع الأسس لسياسة أمنية مشتركة. و في ذات الإطار، كانت الإرادة السياسية لإعادة بعث العمل المغاربي المشترك قوية بالجزائر وعلى أعلى مستوى، حيث كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أكد حرص الجزائر على إعادة بناء القوة المغاربية في مناسبات عدة، آخرها، الذكرى الـ29 لتأسيس الاتحاد المغاربي والتي أكد فيها لكل من العاهل المغربي محمد السادس والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ونظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لدولة ليبيا فائز السراج ‘تمسك الجزائر الثابت باتحاد المغرب العربي باعتباره خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا'”.