طردت السلطات الجزائرية الأحد صحافياً تونسياً أوفدته وكالة رويترز للأنباء إلى الجزائر قبل أيام لتغطية الاحتجاجات الجارية في هذا البلد، كما أعلنت الوكالة وأقاربه.
وأفاد أقارب لطارق عمارة أنّ قوات الأمن الجزائرية اعتقلت الصحافي السبت واستجوبته ثم رحّلته إلى بلده مساء الأحد.
من جهتها أكّدت رويترز لوكالة فرانس برس مساء الأحد أنّ عمارة وضع على متن طائرة متّجهة إلى تونس حيث مقرّ عمله الدائم.
وقال متحدث باسم الوكالة العالمية ومقرّها لندن “يمكنني الآن أن أؤكّد أنّ السلطات الجزائرية احتجزت طارق وأنّها طردته اليوم”.
وأضاف “نشعر بالقلق إزاء معاملة السلطات الجزائرية للصحافي في رويترز طارق عمارة ونسعى للحصول على معلومات إضافية حول هذه المسألة”.
وشدّد المتحدث على أنّ “تقارير طارق حول الاحتجاجات في الجزائر اتّسمت بالنزاهة والتوازن، ونحن متمسّكون بتغطيتنا”.
وبحسب المصدر نفسه فإن الصحافي التونسي كان لديه ترخيص رسمي لممارسة عمله كموفد خاص لوكالته إلى الجزائر.
ولم تعلن السلطات الجزائرية عن سبب اعتقال عمارة وترحيله.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني نفت الجمعة “أرقاماً أوردتها وسائل إعلام، وطنية أو أجنبية، عن أعداد المشاركين في المسيرات في العاصمة”، من دون أن تذكر رويترز بالاسم.
وكانت الوكالة نقلت عن مصادر أمنية أنّ عدد المتظاهرين في الجزائر العاصمة نهار الجمعة بلغ مليون متظاهر، قبل أن تعود وتنشر النفي الصادر عن المديرية العامة للأمن الوطني.
وتشهد الجزائر منذ أسابيع موجة احتجاجات غير مسبوقة أجبرت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على العدول عن الترشح لولاية خامسة، لكنه ألغى الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 18 ابريل بحجة تنفيذ إصلاحات.
إلاّ أنّ حركة الاحتجاجات والتظاهرات السلمية الكثيفة تواصلت رفضاً لتجديد بحكم الأمر الواقع لولايته الرابعة التي يفترض أن تنتهي في 28أبريل.