وجدة -إدريس العولة
لم يتردد النظام الجزائري في استغلال أي فرصة أتيحت له من أجل استفزاز المغرب في قضية صحراءه، ولو تطلب الأمر المغامرة بثرواته الطبيعية التي تبقى المورد الأساسي للبلاد، فعوض أن يستثمر النظام الجزائري عائدات النفط الضخمة في النهوض بالبلاد وتطويرها، فضل هذا النظام أن يخصص جزء كبير من هذه المداخيل للتسلح ودعم شرذمة من الانفصاليين همهم الوحيد الاتجار والتسول بساكنة المخيمات أمام المنتظم الدولي.
وازداد سعار النظام الجزائري، لما خطا المغرب خطوات كبيرة وهامة في قضية الصحراء المغربية، حيث استطاع إقناع مجموعة من الدول بسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية، بل تمكن أيضا من إقناعهم ببناء سفارات بمدينة العيون، الأمر الذي لم يرق النظام الجزائري، وأراد أن يقلد سياسة المغرب في معالجة قضيته الوطنية الأولى، فبدل أن ينهج سياسة نظيفة متعارف عليها دوليا، فضل شراء الذمم بواسطة النفط، كما فعل مع إيطاليا التي قامت مؤخرا بافتتاح مركز الخدمة القنصلية الإيطالية في تندوف، وذلك في محاولة من الجزائر تقليد المغرب في الإستراتيجية الدبلوماسية التي نهجها لتحقيق مكاسب هامة في قضيته الوطنية.
وكانت السفارة الإيطالية بالجزائر، قد أعلنت عن افتتاح مركز للخدمات القنصلية بالاشتراك مع إحدى الشركات ، في مدينة تندوف، وهي سابقة من نوعها، حيث أصبحت إيطاليا أول دولة تفتح منشأة قنصلية في تندوف، التي يتواجد على ترابها مخيمات البوليساريو، حيث أبرمت عدة روما عدة اتفاقيات مع الجزائر ، مستغلة حاجتها للغاز الطبيعي، بعد الطلب الكبير عليه، إثر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.