أسامة بلفقير – الرباط
وسط تحفظ كبير على تنظيمها لدى الجارة الشرقية، تواصل الجزائر التشبث باحتضان أشغال القمة العربية رغم أن مصيرها سيكون الفشل، ليس فقط لأن عددا من الدول العربية لا تنتظر بعين الرضى لذلك، بل أيضا لأن الجزائر تعد عرابة التمزق والتشرذم العربيين.
اليوم تحاول الجزائر أن تفرض نفسها كدولة عربية لها دور ما في المنطقة، بعدما سحب المغرب البساط من تحت أقدامها عربيا وإفريقيا وحتى دوليا، وأصبحت اليوم هذه الجمهورية العسكرية تعيش على وقع عزلة كبيرة.
وقد أكد المسؤولون الجزائريون أكثر من مرة في الفترة الأخيرة، على أن الجزائر هي من ستستضيف القمة العربية المقبلة، في إصرار يقول عدد من المتتبعين، أنه يبدو مفهوما من جهة الرغبة الجزائرية للعودة للبروز كدولة لها تأثير ودور في بعض القضايا العربية، ومن جهة أخرى، يبدو إصرارا مثيرا لشكوك بعض الأطراف العربية، خاصة في ظل العلاقات الجزائرية المتوترة مع جارها المغربي، وعلاقاتها مع إيران ومواقفها من إسرائيل التي لا تنظر إليها بلدان خليجية بعين الرضا.
ويرى عدد من المراقبين، بأن استضافة الجزائر للقمة العربية المقبلة، يأتي في وقت حسّاس يصعب معه أن تمر القمة العربية بدون أن يكون هناك طرف منزعج من انعقادها في الجزائر أو من مُخرجاتها، وبالتالي فإن النظام الجزائري، قد يرتكب أحد “الخطأين”، إما أن يُغضب أطراف عربية، أو أن يُسجل في مرماه هدفا عن طريق الخطأ، وبالتالي “انتكاسة أخرى” للنظام الجزائري.