الرباط-عماد مجدوبي
أثر بعد عين. هكذا اصبح حال “سد المسيرة“، الذي يعد ثاني أكبر السدود بالمغرب، بعدما تسببت أكبر موجة جفاف تضرب المغرب في تاريخه الحديث، في تراجع حقينته بشكل دراماتيكي، جاعلة المنطقة برمتها أمام وضع صعب.
وتكشف الأرقام انهيار حقينة هذا السد. فمن أصل قدرة تخزين تبلغ 2 مليار و657 مليون متر مكعب، لا تتعدى نسبة الملء وفق آخر الأرقام حوالي 50 مليون متر مكعب، إذ لا تتجاوز نسبة الملء حوالي 2 في المائة، بعدما كانت إلى حدود 2017 حوالي 75 في المائة.
وتكشف هذه الوضعية مدى قساوة الجفاف الذي ضرب المغرب خلال 6 سنوات الماضية. ويقول خبراء إنه منذ الشروع في استغلال هذه المنشأة المائية سنة 1979 لم يسبق لها أن وصلت لهذه الحالة من الجفاف، حيث كانت تزود سابقا مدن الدار البيضاء، سطات، برشيد، صخور الرحامنة، بن جرير، مراكش مؤخرا وكذا آسفي والجديدة، باحتياجات ساكنتها من الماء. بيد أن الوضع الحالي للسد جعل هذه المدن تبحث عن حلول بديلة للتزود بالماء.
ومن بين هذه الحلول، تعمل الحكومة حاليا على الربط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع لتخفيف الضغط مستقبلا بشكل كبير على هذا السد، كما تم بناء محطات لتحلية مياه البحر بكل من الجرف الأصفر وآسفي للغرض ذاته، حيث يتم تزويد مدينتي آسفي والجديدة بنسبة 100% انطلاقا من المحطتين، إضافة إلى انطلاق أشغال بناء محطة التحلية بالدار البيضاء، وتوزيع عدد من المحطات المتنقلة في عدة قرى.