24 ساعة ـ وكالات
خرجت مسيرات اليوم في الجمعة 114 منذ انطلاق الحراك الشعبي بمدن جزائرية عدة للمطالبة بالتغيير الجذري لنظام الحكم وتمدينه وإطلاق سراح المعتقلين ورفض إجراء الانتخابات التشريعية.
وشهدت الشوارع الرئيسية في العاصمة الجزائر مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة، إذ قدم الآلاف من أحياء عدة كباب الوادي وبلوزداد، وساروا عبر وارع حسيبة بن بوعلي وعسلة حسين، والتقت الجموع بساحتي أودان والبريد المركزي بقلب العاصمة.
ورفع المتظاهرون الشعارات المطالبة بالتغيير لمنظومة الحكم على غرار الجمعات السابقة وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين. ورفعوا صورا للمعتقلين الـ23 الذين يخوضون إضرابا عن الطعام تنديدا باعتقالهم وتأثرت صحة بعضهم بسبب الإضراب، وفق محاميهم.
وكان هؤلاء قد اعتقلوا في مظاهرات في الثالث من الشهر الجاري، ووجهت لهم تهمة “المساس بسلامة وحدة الوطن والتجمهر غير المسلح”، ورفضت غرفة الاتهام لمجلس قضاء الجزائر، طعن هيئة الدفاع في قرار إيداعهم الحبس المؤقت.
انطلقت المظاهرات أيضا في عدة مدن جزائرية، حيث خرج أنصار الحراك بتيزي وزو وبجاية والبويرة وقسنطينة وعنابة، كما خرجوا في وهران وأم البواقي، ورفعوا نفس الشعارات المطالبة بالتغيير. كما رفعت شعارات معادية لفرنسا.
وتناقل نشطاء مقاطع فيديوعلى مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين في العاصمة يؤكدون مواصلتهم الحراك إلى غاية تحقيق الأهداف التي خرجوا من أجلها، وأكدوا أنهم يخرجون من أجل التغيير وليس من أجل مطالب اجتماعية. وجرت المظاهرات بحضور قوات الأمن التي لم تعترض سبيل المتظاهرين، واكتفت بمراقبة الوضع وتأمين المسيرات.
وتواصل السلطات ترتيباتها من أجل تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد في 12 يونيو، وكانت قد مددت مهلة تسليم ملفات الترشيح خمسة أيام إضافية بعدما كانت محددة يوم أمس الخميس. ولم تقدم السلطات الأسباب التي دفعتها إلى تمديد المدة، لكن تقارير إعلامية ربطتها في إشكالات بتجميع استمارات الترشيح وبلوغ الحد الأدنى الذي يحدده قانون الانتخابات. واشتكت بعض القوائم الحرة من ضيق الوقت الذي لم يساعدها في استكمال كل الترتيبات من أجل تقديم ملفات طلب الترشح في وقتها المحدد وكانت عملية جمع التوقيعات قد انطلقت في 12 مارس.
وكان رئيس حزب البناء عبد القادر بن قرينة قد انتقد بعض الممارسات خلال جمع التوقيعات وتحدث عن “تغيير وجهة بعض القوائم الحرة للنفخ في الأموات واستنساخ الفشل”. وقال في منشور له على صفحته في فيسبوك إنه “حتما لن تبنى الجزائر الجديدة بنفس الآليات القديمة ويخطئ من يظن أن جزائر ما قبل 22 فبراير هي نفسها جزائر ما بعد 22 فبراير”.
ودعا بن قرينة في تجمع شعبي بمدينة قسنطينة بشرق البلاد، اليوم الجمعة، إلى هدنة سياسية واجتماعية بالنظر إلى الظروف التي تعيشها البلاد حاليا، والابتعاد عن التعصب والصدام السياسي الذي سيدخل البلاد حسبه في صراع طويل “سندفع إلى صراع طويل وهو ما نرفضه ونرفض الصدام السياسي الذي يؤدي إلى إضعاف الدولة وتفتيتها”