24 ساعة-متابعة
شكل تعزيز الشراكة متعددة الأبعاد بين المغرب وفرنسا محور محادثات جرت، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، بين مهنيي الأنشطة المتعلقة بالحبوب في كلا البلدين، وذلك بمناسبة “الاجتماعات الفرنسية – المغربية للحبوب لسنة 2022″.
وخلال هذه النسخة الخامسة والعشرين من الاجتماع السنوي لقطاعي الحبوب، والتي شهدت حضور 300 مشارك، بما في ذلك أزيد من 30 مشاركا قادما من الخارج، سلط ممثلو Intercéreales France (المعروفة سابقا بFrance export céréales) الضوء على جهود المغرب المستمرة في ما يخص المخططات الاستراتيجية للتنمية الزراعية بغية التغلب على آثار قلة التساقطات التي تؤثر على العالم نتيجة الاحتباس الحراري.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس قسم العلاقات الدولية ب” Intercéréales France”، فيليب هوسيل، على العلاقات النموذجية التي تجمع بين قطاعي الحبوب المغربي والفرنسي، واللذان يعملان بشكل مشترك على تحسين تقنيات الزراعة فضلا عن طرق تحويل الحبوب.
وفي هذا الصدد، اغتنمت كل من “Intercéréales France” والفيدرالية الوطنية للمطاحن هذه المناسبة للتوقيع على اتفاقية إطار للتعاون التقني بهدف تبادل المهارات والممارسات الجيدة في مجالات خبرتهما.
ولا تقتصر هذه الشراكة التقنية على المبادلات بين فرنسا والمغرب بما أن المعهد المتخصص في التكوين في صناعة المطاحن بالدار البيضاء، يستقبل في الوقت الراهن تقنيي المطاحن بإفريقيا جنوب الصحراء الذين يستفيدون من تكوين في مهن المطاحن بتمويل من “Intercéréales France”. وقد حضر المستفيدون الـ11، القادمون من 10 شركات نشطة بـ6 بلدان إفريقية هذه الندوة حيث تم تسليمهم شهاداتهم.
ومن جهة أخرى، شكلت هذه الندوة فرصة لتقديم نتائج المحصول الفرنسي الجديد من الحبوب، الذي سجل حجما قدره 34,1 مليون طن من القمح اللين، و1,4 مليون طن من القمح الصلب و11,4 مليون طن من الشعير.
وبحسب المنظمين فإن ناتج هذا الموسم، الذي يشهد على صمود فرنسا كأحد الفاعلين الرئيسيين في سوق الحبوب، من شأنه تلبية طلبات الزبناء والشركاء الدوليين لفرنسا، التي تعتزم تصدير حوالي 10 ملايين طن من القمح اللين خارج الاتحاد الأوروبي.
كما أتاح هذا الاجتماع تقييم اتجاهات وآفاق سوق الحبوب على المستوى العالمي في سياق جيوسياسي دولي متوتر، حيث أجمع الخبراء على أن الإشكاليات اللوجستيكية ستشكل تحديا رئيسيا على الرغم من الإنتاج العالمي المرضي.
وتمثل هذه الاجتماعات الفرنسية – المغربية، فرصة سنوية للنقاش حول مواضيع عميقة أو ذات راهنية، ترتبط بقطاعي الحبوب في كلا البلدين. وشكل كل من “التغير المناخي” و”المسؤولية الاجتماعية للمقاولات” أهم المواضيع في اجتماع هذه السنة.
وفي أعقاب هذه الندوة، أعرب منتجو الحبوب الفرنسيون عن رغبتهم في أن يشكل موسم التسويق المنطلق فرصة لتوطيد وتعزيز المبادلات الثنائية بشكل أكبر.