بدأ صعود نحو مليوني مسلم إلى جبل عرفات اليوم الخميس استعدادا لرمي الجمرات، في أبرز مناسك الحج كل عام.
وقضى الحجاج ليلتهم في خيام حول محيط الجبل، حيث جاء في القرآن أن الله امتحن النبي إبراهيم بأن أمره بذبح ابنه إسماعيل وحيث ألقى النبي محمد خطبة الوداع.
وصعد حجاج آخرون كانوا يؤدون الصلاة في منطقة “منى”، القريبة في حافلات أو سيرا على الأقدام قبل بزوغ الفجر، فيما تولت قوات الأمن تنظيم حركة السير وحلقت طائرات الهليكوبتر في السماء. وحمل بعض الحجاج مظلات للوقاية من الشمس في درجة حرارة بلغت نحو 40 درجة مئوية.
وجاء الحجاج من جميع أنحاء العالم تقريبا من مختلف الأجناس والألوان يقفون إلى جوار بعضهم البعض في تضرع وخشوع. وجلس رجل سوري مسن وسط مجموعة من مواطنيه يدعو بصوت مرتفع قائلا “اللهم انتقم من الظالمين… اللهم انتقم من كل ظالم”، وكان المحيطون به يؤمّنون خلفه.
وقالت السورية عوفة أحمد نجم، التي جاءت مع عائلتها من منطقة قريبة من حمص: “شعور لا يوصف. الحمد لله الذي كتب لنا الحج، الحمد لله، وبندعي رب العالمين أن الله يحفظ سوريا ويحمي أهلها وترجع مثل ما كانت”.
وتقول السلطات السعودية إن أكثر من مليوني حاج يؤدون الفريضة هذا العام، معظمهم من خارج السعودية.
ويقضي الحجاج يومهم على جبل عرفة، ومع حلول الغروب ينتقلون إلى مزدلفة، حيث يجمعون الجمرات لرميها يوم الجمعة، الذي يوافق أول أيام عيد الأضحى.
وقُتل مئات الحجاج في حادث تدافع عام 2015 عندما تدفقت أعداد كبيرة في الوقت ذاته من مشعر منى، على بعد كيلومترات قليلة شرقي مكة، وهم في طريقهم إلى الجمرات. وكانت هذه أسوأ كارثة يشهدها موسم الحج خلال ربع قرن على الأقل.
وقال مسؤولون إن السعودية اتخذت كل الإجراءات الاحترازية الضرورية ونشرت ما يربو على 100 ألف من أفراد قوات الأمن و30 ألف عامل في مجال الصحة للحفاظ على سلامة الحجاج وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
وعرض التلفزيون السعودي، فجر اليوم الخميس، لقطات لتغيير كسوة الكعبة المشرّفة، وهو تقليد سنوي يحدث في يوم عرفات كل عام.