24 ساعة – متابعة
خرجت البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، لطيفة الحمود، عن صمتها، متهمة الكتائب الإلكترونية لحزب العدالة والتنمية، منتقدة العقلية الذكورية التي روجت لحملة التنمر الذي تعرضت له، بعد الضجة التي أثارها مقطع “عُوشرين دقيقة”، الذي يوثق لحوار قصير بين رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي.
وكتبت الحمود، على صفحتها على “فيسبوك” أنه “تم التركيز على لفظة “عوشرين دقيقة” بغرض تتفيه عملي واختزال عطائي في تعبير لهجي تلقائي، ثم في كوني مجرد امرأة”، مشددة على أن “العقلية الذكورية مستفحلة بشكل كبير بيننا، وتتوضح جليا مع الأسف حينما تكون المرأة في أي من مواقع المسؤولية”.
وأضافت أن “المعركة التي تعنيني شخصيا هي معركة الدفاع عن قضايا مغاربة العالم وحمل همومهم وملفاتهم إلى البرلمان، وتمكينهم من حق المشاركة السياسية طبقا للفصل 17 من دستور المملكة. يعنيني الانتصار للجدية والمسؤولية، والتصدي لهذه الأساليب التي تتفنّن في تبخيس جهود الآخرين. وهي معركة ممتدّة في الزمان، ضدّ الانتهازية والقفز على الفرص، والتعتيم وغمط حق الناس، والتواطؤ ضد العمل الرصين لكي لا يرى النور، أو على الأقل لكي لا يُنسب إلى أهله”.
وتابعت “إن البرلمان يمثل أمة ومجتمعا، ويعكس بطبيعته تعددا سياسيا وثقافيا ولغويا ولهجيا. والمفروض أن مغرب اليوم ينبذ النعرات الإقليمية الضيقة، والمفروض أننا جميعا قد تجاوزنا زمن السخرية من لهجة “العروبي” و”الشلح” والطنجاوي والوجدي. هذه أشياء بائدة تنتمي إلى الماضي. وحينما نتوقف عندها اليوم فإننا نصادر على المطلوب. والمطلوب هو أن نناقش قضايانا العامة بجدية بعد التقصي والتحقق ومعرفة ما وقع.
ولفتت البرلمانية ذاتها، إلى أنه “تمّ القفز على جهد والتزام حرصتُ عليهما من خلال ترأسي لهذه المهمة الاستطلاعية التي أفخر بكوني أول من بادر إلى طلب إحداثها منذ 17 أبريل 2018. وقد حزّ في نفسي ما أنتهت إليه مجرياتها من تعتيم أولا، ثم التشويش عليها بعد ذلك من خلال عملية تشهير مجانية بلهجة منطقة الشمال، ليتحوّل الأمر كله إلى نوع من التفكّه”.
وأوضحت أن السجال ابتدأ مع مقرر اللجنة الاستطلاعية لبعض قنصليات المملكة بالخارج قبل اعتلائي المنصة. فهذا الأخير حاول تقزيم دوري وتهميشه منذ البداية، وكأن رئاستي لهذه المهمة الاستطلاعية أزعجته. فحاول السطو عليها بصيغ غير لائقة. بدأ بحذف اسمي من غلاف التقرير قبل أن يحذفه أيضا من الموقع الرسمي للبرلمان ليعوضه باسمه، في تزييف فاضح للوقائع. ومازالت الشكاية التي أرسلتها لمكتب رئيس النواب قبل أشهر شاهدة على ذلك. لذا، فما دار بيني وبين مقرر المهمة في البرلمان من سجال قبل تقديم مداخلتي ليس سوى النقطة التي أفاضت الكأس. لتشرع مباشرة كتائبه الإلكترونية في التنمر علي ومصادرة موقفي ووجهة نظري.
وأضافت مخاطبة البوقرعي: “لذا تأكدْ زميلي المقرر من أن المشكلة تتعلق بعطب شخصي لديك على مستوى التعامل مع سيدة في رئاسة مؤقتة لمهمة استطلاعية مؤقتة بدورها، وليس من النزاهة الدفع بأزلامك إلى زعزعتي وإرباكي والاستهانة بشخصي، من خلال الاختزال المرضي المتخلف للمرأة في كونها امرأة. ستظل المهمة الاستطلاعية، التي اضطلعنا بها معا رفقة زملاء محترمين آخرين اشتغلوا بتفان ونكران ذات، مهمة أتشرف بها كنائبة برلمانية وكمواطنة من مغاربة العالم. مهمة نرجو أن تحظى خلاصاتها وتوصياتها بالمتابعة اللازمة، بما يمكن من تبسيط الخدمات الإدارية المقدمة لأفراد الجالية، وتحسين العمل القنصلي وتجويده.
وختمت تدوينتها قائلة: “أما محاولة التعتيم على هذا العمل الذي يعد سابقة في تاريخ مؤسستنا التشريعية، وتتفيهه بجرنا إلى النقاش الضحل، فهو استهتار فعلي بقضايا مغاربة العالم، الذين يحتاجون إلى ممارسة حقهم في المشاركة السياسة والتمثيلية داخل برلمان وطنهم، حتى لا يستمر أمثالك في المتاجرة بقضيتهم”.