24ساعة-متابعة
جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاقتها، من مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة وذوي الاحتياجات الخاصة، أحد المحاور الرئيسية لمختلف أنشطتها وأحد أبرز أولوياتها.
ومن هذا المنطلق، خصصت المبادرة مكانة بارزة للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد أو أولئك الذين يعانون من إعاقات أخرى، وذلك عبر سلسلة من المبادرات والتدخلات الرامية إلى ضمان بيئة ملائمة للتفتح والاندماج الفعلي لهذه الفئات داخل المجتمع.
ويجسد مركز “تحديات” للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بجماعة آيت أورير (إقليم الحوز)، التزام المبادرة بضمان اندماج سوسيو-تربوي مثالي لهذه الفئات الهشة، مع السهر على ضمان خدمات تتلاءم مع حاجياتهم.
وتعمل هذه البنية، التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 69 طفلا يعانون من إعاقة جسدية أو عقلية، من ضمنهم 36 طفلا توحديا، من دون كلل، قصد ضمان سلسلة من الخدمات ذات الصلة، من ضمنها إعادة التأهيل والتأهيل الطبي، والدعم والمواكبة النفسية، والتنشيط الثقافي والرياضي، إلى جانب ورشات شبه مدرسية، بهدف تسهيل الاندماج الاجتماعي للمستفيدين.
وتمثل تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهذه المؤسسة ذات الأثر السوسيو-تربوي القوي، المقامة على مساحة تقدر بـ248 متر مربع، في تأهيل البناية الحالية (الطلاء والزجاج والنجارة وإصلاح الشقوق وتجديد البلاط والتصميم الخارجي والملعب الرياضي)، وتجهيز الغرف حسب نوع التخصص (تقويم النطق، العلاج الفيزيائي، العلاج النفسي الحركي، التربية المتخصصة، والمواكبة النفسية …)، بتكلفة إجمالية تزيد عن 2,049 مليون درهم، فيما ت عنى مؤسسة التعاون الوطني بتمويل تدبير هذا المركز.
ويعمل المركز، الذي تسهر على تسييره جمعية “تحديات” للأطفال التوحديين، على ضمان انخراط الأسر في مسلسل إعادة تأهيل أبنائهم، عبر اقتراح حصص للتوجيه والاستشارة من شأنها مساعدتهم على فهم أفضل لإعاقة أبنائهم ووسائل الاعتناء بهم بشكل فعال، وكذا ورشات مخصصة للتحسيس إزاء أهمية إدماج هؤلاء الأطفال في الحياة العامة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز، مصطفى أخياط، الدور الهام والأهمية الكبرى التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للأشخاص في وضعية صعبة أو في وضعية إعاقة على مستوى الإقليم، مع السهر على النهوض بظروفهم واندماجهم الاجتماعي، باعتبارها أحد المحاور الرئيسية لتدخلات المبادرة.
وأضاف أن المبادرة تعمل منذ انطلاقها، على تخفيف معاناة هذه الفئات الهشة وتحسين صحتهم ودعمهم بشكل أفضل، للتغلب على إعاقتهم وتمكينهم من ممارسة حياة طبيعية والاندماج بسهولة في المجتمع، مشيرا إلى أن المركز يقدم مجموعة متنوعة من الخدمات الحيوية التي تتلاءم مع احتياجات هؤلاء الأطفال المصابين بالتوحد وذوي الإعاقة.
من جانبه، نوه أمين مال جمعية “تحديات”، عادل لبيض، بمساهمة ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي لاحصر لها، في بلورة وتنفيذ وتجهيز هذا النوع من المشاريع، من خلال الالتزام بتوفير الوسائل الديداكتيكية والتربوية وتجهيز هذه البنية بالمعدات اللازمة، معبرا عن امتنانه لمختلف الشركاء، وخاصة التعاون الوطني من خلال تعبئة الأطر الطبية وشبه الطبية، والمجلس الجماعي لآيت أورير.
وأبرز الفاعل الجمعوي، الذي يعاني شقيقه الأصغر من التوحد، التعبئة الراسخة من جانب جميع الطاقم (الطبي والإداري) داخل المركز خدمة لرفاهية هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى مواكبة أسرية وسوسيو-تربوية خاصة.
من جانبها، أبرزت المؤطرة بالمركز، وجدان تواتي، التعبئة وروح العمل والتفاني المبذول يوميا من قبل فرق هذا المركز، من أجل تقديم الدعم اللازم للمستفيدين، مؤكدة أن الهدف الأسمى يتمثل في تسهيل الاندماج الاجتماعي لهذه الفئات الهشة، من خلال مجموعة من الأنشطة البيداغوجية والطبية والرياضية والتنشيطية.
وإلى جانب هذا المركز، تشارك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إنجاز سلسلة من المشاريع الاجتماعية في إقليم الحوز، مع الاهتمام بشكل خاص، بإنشاء وتجهيز مؤسسات الحماية الاجتماعية، خاصة لفائدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص في وضعية صعبة.