أكدت وزارة الشؤون الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أن روسيا تولي اهتماما كبيرا لتعميق التعاون المثمر مع المغرب في مختلف المجالات، واصفة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين ب ” المثمرة والثمينة جدا”.
وقالت الخارجية الروسية، في مذكرة توصلت بها وكالة المغرب العربي للأنباء، إن روسيا ” نسجل بارتياح تقارب مواقف موسكو والرباط حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، والاهتمام المتبادل في الحفاظ على حوار سياسي تسوده الثقة، فضلا عن التنسيق المتبادل الذي يصب في مصلحة الأمن والاستقرار في دول المغرب العربي، وفي دول البحر الابيض المتوسط ،ومختلف أنحاء العالم”.
وأبرزت الخارجية الروسية ،بمناسبة مرور 60 سنة من العلاقات الدبلوماسية الثنائية ،أن الجهود المشتركة بين البلدين مكنت من تعزيز عدد من مستويات التعاون، وخاصة بعد زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لموسكو في مارس 2016، والتي توجت بالإعلان عن الشراكة الاستراتيجية العميقة، وأعطت زخما “نوعيا ومتعدد الأوجه” للعلاقات الثنائية، مشيرة إلى الخطوة الهامة في العلاقة المتبادلة التي شكلتها أيضا زيارة رئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيديف للمغرب سنة 2017 .
وفي نفس السياق ، اشارت الخارجية الروسية الى أن الاجتماع السابع للجنة العليا المشتركة الروسية المغربية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، المنعقد في الرباط ما بين 2 إلى 4 أكتوبر الجاري، أثبت نجاح “التعاون بين البلدين “.
وأضافت أن “المغرب يعتبر أحد الشركاء التجاريين والاقتصاديين الرئيسيين بالنسبة لروسيا في افريقيا والعالم العربي”، مبرزة أن “الأرقام تتحدث عن نفسها” على اعتبار أن نمو المبادلات التجارية بين البلدين بلغ ما مجموعه 1.46 مليار دولار خلال سنة 2017.
و قالت الخارجية الروسية إن قطاعي الفلاحة والصيد البحري يمثلان جزءا مهما من هذه المبادلات بين البلدين، مضيفة أنه خلال السنوات الأخيرة، تركز الاهتمام على إعداد وتطوير العديد من المشاريع التحديثية المشتركة التي تم تنفيذها بنجاح، من قبيل إدخال مدينة خريبكة إلى نظام روسي لتدبير مركب التعدين والنقل تحت اسم “أو جي اس سي فيست” لحساب المجمع الشريف للفوسفاط.
ومن بين المشاريع الأخرى الواعدة، تلك المرتبطة بإنشاء شبكة المحطات الإلكترونية التي تسمح باستخلاص الخدمات عبر الإنترنيت في السوق المغربية على مستوى شبكة “او او او بي 2 بي” (موسكو)، مشيرة إلى أنه حتى الآن تم وضع 258 جهازا لهذه الخدمة في مدن الدار البيضاء والرباط والقنيطرة.
وبخصوص التعاون الثقافي بين البلدين، أشارت الخارجية الروسية إلى مشاركتها الثقافية الحيوية في المغرب من خلال أنشطة وأعمال المركز الثقافي الروسي في الرباط.
وكانت المملكة المغربية وفيدرالية روسيا ، قد نظمتا، في فاتح شتنبر الماضي ، احتفالا بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، و أكد كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالمناسبة في برقيات التهنئة على “العلاقات الدبلوماسية المثالية التي تجمع البلدين والتي تتميز بالصداقة المتينة والاحترام المتبادل والشراكة المتعددة الأبعاد”.