24ساعة-عبد الرحيم زياد
شهدت الدبلوماسية المغربية في عام 2024 تطورات ملحوظة، بفضل الرؤية السديدة للملك محمد السادس الذي قاد ويقود سفينة الدبلوماسية المغربية بكثير من الحكمة والتبصر، حيث عملت المملكة على تعزيز مكانتها على الساحة الدولية وتوطيد علاقاتها مع مختلف الدول والشركاء.
وتميزت هذه السنة المنصرمة بتركيز خاص على ملف الصحراء المغربية، وتحقيق مكاسب دبلوماسية مهمة على هذا الصعيد.
ملف الصحراء المغربية: محور اهتمام رئيسي
ظل ملف الصحراء المغربية حاضراً بقوة في أجندة الدبلوماسية المغربية خلال عام 2024. شهد هذا الملف تحولات جوهرية، حيث تمكن المغرب من تحقيق تقدم كبير في اعتراف المجتمع الدولي بسيادته على أقاليمه الجنوبية. من أبرز هذه الإنجازات:
تزايد الاعتراف الدولي: شهد العام 2024 تزايداً ملحوظاً في عدد الدول التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء، وذلك بفضل الدبلوماسية النشطة التي قامت بها المملكة على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.
و يمكن القول، وفق المحلل السياسي محمد شقير، أن “الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء وزيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي ماكرون للمملكة أهم حدث سياسي لهذه السنة نظرا لعدة اعتبارات تتمثل بالاساس إلى أن هذا الموقف الفرنسي قد رجح الكفة السياسية لصالح المغرب فيما يتعلق بمغربية الصحراء، لكون فرنسا ليست فقط من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الذي يشرف على القرارات السنوية بالنسبة لهذه القضية بل لان هذه الدولة هي التي سبق أن استعمرت كل من البلدين الجارين وعلى معرفة تامة بكل خبايا هذا الملف”.
تعزيز التعاون الاقتصادي: عمل المغرب على تعزيز التعاون الاقتصادي مع مختلف الدول في المنطقة، وذلك من خلال استثماراته في الأقاليم الجنوبية وتشجيع الشركات الأجنبية على الاستثمار فيها، خاصمة منها الفرنسية والإسبانية في مختلف المجالات وفي مقدمتها المجال الطاقي.
دعم الأمم المتحدة: حصلت المبادرة المغربية للحكم الذاتي على دعم متزايد من طرف الأمم المتحدة، حيث اعتبرتها الأمم المتحدة الحل السياسي الوحيد والنهائي لهذا النزاع المفتعل، من خلال قرار مجلس الأمن الدولي 2756 الذي أصدره المجلس في اكتوبر 2024 .
تعزيز العلاقات مع القوى الكبرى
أعطت الدبلوماسية المغربية أولوية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع القوى الكبرى، وذلك بهدف الحصول على دعم أكبر في ملف الصحراء المغربية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات. من أبرز هذه العلاقات:
العلاقات مع الولايات المتحدة: شهدت العلاقات المغربية الأمريكية تطوراً إيجابياً، حيث تميزت بالتعاون الوثيق في مختلف المجالات، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتطوير العلاقات الاقتصادية.واستمرار دعمها للسيادة المغربية على الصحراء المغربية.
العلاقات مع فرنسا: تمكن المغرب من تجاوز الخلافات مع فرنسا وتعزيز العلاقات الثنائية، وذلك بفضل الدبلوماسية الحكيمة التي اتبعها المغرب. والتي توجت بزيارة تاريخية قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمملكة المغربية اواخر شهر اكتوبر الماضي.
العلاقات مع الدول الأوروبية: عمل المغرب على تعزيز علاقاته مع مختلف الدول الأوروبية، وذلك من خلال توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون في مختلف المجالات.خاصة مع جارته الشمالية اسبانيا.
تحديات وآفاق تنتظر الدبلوماسية المغربية
في ظل الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدبلوماسية المغربية في عام 2024، تبقى هناك تحديات يجب مواجهتها، مما يتطلب من المغرب مواصلة جهوده الدبلوماسية وتعزيز علاقاته مع مختلف الشركاء.، وفق ما يراه المحلل السياسي محمد شقير، الذي يرى أن الدبلوماسية المغربية مطالبة بالتركيز في السنوات المقبلة على الأهداف التالية:
العمل على استقطاب كل من بريطانيا والصين للاعتراف بمغربية الصحراء لتزيد من تقوية موقفها داخل المنتظم الأممي، ثم العمل على إخراج الكيان الانفصالي من عضوية الاتحاد الافريقي، العمل على إقناع أعضاء مجلس الأمن خاصة الأعضاء الداىمين الخمسة وبالأخص الولايات المتحدة من إمكانية سحب ملف الصحراء من اللجنة الرابعة ومن المنتظر الدولي وتحويلها إلى نزاع ثنائي مع الجزاىر، والاشتغال على ضرورة أن يصبح عضوا دائما بمجلس الأمن ضمن المقعدين المخصصين للقارة الأفريقية في إطار مشروع إصلاح مجلس الأمن الدولي.
أيضا ، يضيف شقير، وفي وفي سياق تراجع النفوذ الفرنسي خاصة في منطقة غرب أفريقيا ودول الساحل يمكن أن يلعب المغرب دورا اساسيا في استعادة فرنسا لجسور التعامل مع هذه الدول .وقد ظهرت مؤشرات ذلك من خلال الوساطة التي قام بها العاهل المغربي لفك أسرى فرنسيين ببوركينا فاصو مما جعل الرئيس الفرنسي يشيد بهذه المبادرة.