24 ساعة – متابعة
أكد سفير المغرب بفنلندا أحمد أشكالو أمس الثلاثاء بهلسنكي، أن الرؤية الإنسانية والتضامنية للملك محمد السادس منحت نفسا جديدا لوتيرة التنمية في إفريقيا ودينامية إصلاحية داخل الاتحاد الإفريقي، وذلك منذ عودة المملكة إلى المنظمة.
وأبرز الدبلوماسي المغربي، في معرض حديثه بمناسبة احتفال الجالية الإفريقية في هلسنكي بنسخة 2022 من يوم إفريقيا، بحضور وزير الشؤون الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، الرؤية الإنسانية والالتزام التضامني لجلالة الملك إزاء القارة، وكذا قناعة جلالته الراسخة بقدرة إفريقيا على أخذ زمام تنميتها بيدها.
وخلال تطرقه لموضوع نسخة 2022 من “يوم إفريقيا”، أكد السفير على الأهمية التي يكتسيها، في زمن الأزمات، اقتصاد الفلاحة والصحة، المجالان اللذان تميز فيهما المغرب من خلال جهوده ومشاطرة خبرته مع أشقائه الأفارقة، تماشيا مع التزاماته ومرافعته من أجل شراكات جنوب-جنوب مربحة لكلا الطرفين، وعبر تدابير تضامنية ملموسة ذات آثار حقيقية على السكان المحليين.
وبعد تذكيره بالسياق الدولي الحالي الذي يتسم بانتشار وباء لا يزال حاضرا والحرب بين روسيا وأوكرانيا، أكد سفير المغرب أن قرار 54 من القادة الأفارقة جعل العام 2022 “عام التغذية” ينبع تحديدا من تمثل هذه التحديات والمخاوف التي تثيرها.
وبحسب الدبلوماسي المغربي، “لا يوجد بلد آخر قدم لأشقائه الأفارقة مثل ما قدمه المغرب في زمن الوباء، والذي سيواصل زخم التضامن هذا بقناعة وسيسهر بلا كلل على مستقبل الفلاحة في إفريقيا، من خلال التكوين، الاستثمار والمساعدة التقنية”.
وقال إن “الأمن الغذائي والسيادة الصحية هما موضوعا الساعة اليوم أكثر من أي وقت مضى. فهما يشكلان ضرورة قصوى بالنسبة لإفريقيا، مثل الوحدة الترابية ووحدة الدول ذات السيادة الأعضاء في الأمم المتحدة”، لافتا إلى أن “أولئك الذين يؤججون النزعات الانفصالية والصراعات والانقسام في إفريقيا، باتباع إيديولوجيات عفا عليها الزمن، في الوقت الذي تحتاج فيه القارة إلى التنمية أكثر من غيرها، هم من يهددون بأفعالهم أمننا الغذائي وسيادتنا على أراضينا ومواردنا”.
ودعا السفير الجالية الإفريقية إلى التحلي بالتفاؤل في الوحدة والتضامن واغتنام فرصة هذه الظرفية “مع شركائنا، الأصدقاء الحقيقيين لإفريقيا، أولئك الذين يكنون لنا الاحترام ويفهمون قيمنا، ويأخذون بعين الاعتبار تراثنا الثقافي والحضاري الرائع والفريد”.
وخلص السفير إلى القول “إننا نوجه الدعوة بكل احترام إلى أولئك الذين لم يقتنعوا بعد بأن إفريقيا هي مستقبل أوروبا، بل مستقبل العالم بأسره. فمن خلال التحلي بالبراغماتية والاحترام إزاء قيمنا، يمكنهم التوجه إلى بلداننا دون أي التباس أو أحكام جاهزة، أو حتى مقاربات ذاتية غير منتجة بتاتا”.
وخلال هذا اليوم المخصص للاحتفاء بإفريقيا، والذي تميز بفعاليات زاخرة بالألوان، تميز الرواق المغربي بثرائه وتنوعه، ما يعكس الأصالة والتعددية الثقافية للمملكة وحضارتها.