24 ساعة-عبد الرحيم زياد
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن استعادة العلاقات مع إسبانيا لاستقرارها. بعد فترة من التوتر الشديد، مُشيرًا إلى أن الجزائر تخطط لاستيراد المواشي من إسبانيا استعدادا لعيد الأضحى. في خطوة تكشف عن بتحسن تدريجي في التعاون الاقتصادي بين البلدين.
جاءت تصريحات تبون خلال حواره الدوري مع الإعلام الجزائري. لتكشف بشكل واضح في الموقف الجزائري الذي شهد تصعيدًا دبلوماسيًا غير مسبوق ضد مدريد في السنوات الأخيرة. بسبب تأييد إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء المغربية.
جذور الأزمة الدبلوماسية وتداعياتها الاقتصادية
تعود جذور الأزمة إلى مارس 2022، عندما أعلنت إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مما أثار استياء الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو. وردت الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة لعام 2002 وفرض قيود تجارية صارمة على إسبانيا، مما أضر بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ورغم إصرار إسبانيا على موقفها، وتأكيدها أن القرار يعبر عن توجه الدولة وليس موقفًا حزبيًا أو شخصيًا من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، كما حاول تبون أن يروج له، لم تتراجع عن سياستها.
تبون يُلمح إلى قبول الأمر الواقع بشأن الصحراء المغربية
في ذات الحوار، بدا الرئيس الجزائري وكأنه يُلوح بالقبول بالأمر الواقع بشأن الصحراء المغربية، إذ صرح تبون بأن الحكم الذاتي هو أساسًا خطة فرنسية، وأن الجزائر لا يزعجها الموقف الفرنسي الداعم للمقترح المغربي، مؤكدًا أن قضية الصحراء مكانها الأمم المتحدة.
كما أشار إلى أن زيارات المسؤولين الفرنسيين للصحراء المغربية والعلاقات الجيدة بين فرنسا والمغرب لا تُزعج الجزائر. ويرى مراقبون أن تصريحات تبون تهدف إلى تهيئة الرأي العام الجزائري لإنهاء أزمة “صنصال” والقبول بالاعتراف الدولي بسيادة المغرب على الصحراء .
تبون والجامعة العربية والقضية الفلسطينية: مواقف متباينة
تجنب الرئيس تبون التعليق على عمل الجامعة العربية، قائلاً: “أفضل عدم التعليق لتجنب زيادة الشرخ”. مضيفًا أن “الجزائر ترفض أن يكون حضورها في القمم العربية للتزكية فقط”. وأشار إلى أن المؤسسات الأممية والإقليمية جددت آليات عملها باستثناء الجامعة العربية.
وفي سياق القضية الفلسطينية، أكد تبون: “نشهد الله أننا دافعنا عنها ولن نتخلى عنها”. مشددًا على أن أي أجندات تُفرض في هذا الشأن لا تعني الجزائريين.
ملاحظات حول تصريحات تبون: تغيير في اللهجة ومحاولة لترميم العلاقات
أشار بعض المتابعين إلى أن الرئيس تبون أخطأ في تاريخ تأسيس جامعة الدول العربية. حيث ذكر أنها تأسست بعد الحرب العالمية الأولى. بينما الصحيح أنها تأسست في 22 مارس 1945، قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية.
ما يرون أن الجزائر بدأت في تغيير موقفها بشأن الصحراء المغربية. وتسعى إلى تحسين علاقاتها مع إسبانيا وفرنسا، في ظل تزايد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.