يونس الراتي
تحرك الديبلوماسية الرسمية موجهة ومدعومة من صناع القرار السياسي بقوة المال و الرجال، و معها الديبلوماسية الموازية عبر الفاعلين كاشخاص ذاتيين و شخصيات معنوية بامكنيات ذاتية محدودة في السنوات الاخيرة اثمر نتائج جيدة لصالح المغرب في ملفات كثيرة و على راسها ملف الوحدة الترابية ،و من بين الاشخاص الذاتيين و الشخصيات المعنوية افراد الجالية المغربية بالخارج الذي لا ينكر قوة تاثيرهم بطريقة او اخرى الا جاهل بالفعل الديبلوماسي او جاحد لمجهودات مواطنين لهم انتماء هوياتي للمغرب لا منتهي الحدود.
الا ان الاشكال يبقى في كيفية استثمار هذه الامكانيات ؟
في الوقت الذي تجد فيه بعض التمثيليات الديبلوماسية و القنصلية(سفارة المغرب بواشنطن نموذجا بقيادة الاطارين الكبيرين السيدة السفيرة جمالة العلوي و الديبلوماسي العالي الكعب السيد عمر هلال،و قنصلية المغرب باسبانيا بقيادة القنصل المتواصل و الخدوم جدا لمصالح المهاجرين المغاربة امتواجدين باسبانيا السيد عبد الله بيضوض ) تقوم بمجهودات جبارة في خدمة الوطن عبر الاشتغال الدؤوب لكسب نقاط في القضايا الكبرى للمغرب و التواصل الايجابي و الاستقبال الجيد لمغاربة المهجر و خدمتهم ،بالمقابل تجد كثير من التمثيليات الديبلوماسية و القنصلية تسيئ بشكل كبير للمغرب اما بالتقاعس في التواجد او عدم الاكثارت بالمرة او بالاستثمار في المصالح الشخصية او بالمعالجة السيئة لمصالح مغاربة المهجر (اذكر سويسرا و فرنسا نموذجين دون ذكر اسماء الاشخاص تحفظا ) ،حيث في بعض الاحيان تجد جماعة قروية لسيدي علال التازي او دائرة امنية بأزمور تسدي خدمات جد جيدة بالمقارنة مع مصلحة قنصلية للمغرب ببلد اوروبي .
مناسبة اجماع المغاربة على ملف الوحدة الترابية بسبب قضية الكركرات تفرض فرضا على الفاعل السياسي و تمثيليته الديبلوماسية”السفارات و القنصليات” التركيز بقوة على افراد الجالية المغربية بخدمة مصالحهم التي هي في حد ذاتها بسيطة لا تتجاوز حقوق المواطنة ،و عبر التواصل معهم بشكل دائم غير مناسباتي و الانصات لهمومهم ،و تنظيم حملات مهيكلة للتاهيل المنهجي من اجل الترافع عن القضايا الكبرى للوطن .
إقرأ أيضًا
تاهبل التمثيليات الديبلوماسية و القنصلية للمغرب باطر تستحق مناصبها معرفيا و عمليا و كينونيا ضرورة ملحة حالا و الان، لتكون امتدادا حقيقيا للسياسات الخارجية للمغرب ، عبر برامج عمل تمس مغاربة المهجر في سياق ايجابي و عن طريق استرايجية عمل ممنهجة و واقعية لكسب الملفات الكبرى في افق بناء المغرب الكبير .
