24 ساعة ـ ساعة
ولدت الفكرة الجريئة المتمثلة في إنشاء رابط مباشر بين أوروبا وأفريقيا عبر جسر في ثلاثينيات القرن العشرين. واليوم، مع إعلان الفيفا الواعد بمنح حق تنظيم كأس العالم 2030 لكل من المغرب وأسبانيا والبرتغال، يمكن لهذه الرؤية الطموحة أن تكون تولد من جديد بالقوة.
لكن هل يمكننا أن نتصور نفقا حديثا، مجهزا بسكة حديدية سريعة، يشق طريقه بين هاتين القارتين في الوقت المناسب للترحيب بعشاق كرة القدم المتحمسين، هذا هو السؤال الذي تطرحه بوابة RailTech المتخصصة.
وبحسب المصدر نفسه، فإن “مضيق جبل طارق، هذا الشريط المائي الضيق الذي يرمز إلى نقطة الوصل بين أوروبا وشمال أفريقيا، لا يمتد إلا في أضيق نقطة له 14 كيلومترا، ويغوص في هاوية يتراوح عمقها بين 300 و900 متر. و يمهد المشروع الطموح إلى إنشاء نفق مبتكر تحت الماء. والذي سيكون بمثابة شريان حقيقي للسكك الحديدية، يربط المغرب بإسبانيا. وعلى الرغم من المناقشات التي بدأت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فإن الشكوك حول جدواها وضعتها في مرتبة متأخرة في عام 2009.
إلا أن المبادرة عادت إلى الحياة في شهر يونيو الماضي. وأكد وزير التجهيز والمياه المغربي، نزار بركة، ونظيره الإسباني للنقل، راكيل سانشيز، التزامهما باستكشاف هذا المشروع الرائد. وبعد غياب ملحوظ دام 14 عاما عن الساحة التفاوضية، ظهرت بوادر واعدة، أبرزها تمويل كبير بقيمة 2.3 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى تحديث الدراسات اللازمة لهذا المشروع الضخم المخطط لعقد 2030.
الربط البري بين المغرب وإسبانيا عبر نفق لن يكون ممكنا فحسب بل سيكون مفيدا أيضا
الأصداء القادمة من الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (Secegsa) متفائلة. وفقا لدراسات مشتركة بين SECEGSA والجمعية الوطنية لدراسة مضيق جبل طارق (SNED)، فإن الربط البري بين المغرب وإسبانيا عبر نفق لن يكون ممكنا فحسب، بل سيكون مفيدا أيضا، من خلال توفير رحلة سريعة بالسكك الحديدية وفعالة. من الدار البيضاء إلى مدريد.
وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فمن الممكن أن يمتد العمل على مدى خمس سنوات. و للوفاء بالجدول الزمني لكأس العالم، يجب أن يكون بدء العمل وشيكًا. بالإضافة إلى ذلك، ولضمان نجاح هذا المشروع الكبير، تبذل SNED وSECEGSA قصارى جهدهما.