الرباط- قمر خائف الله
دخلت كرة القدم المغربية غمار البطولات العالمية كمنتخيات عادية لاكنها قحقت ما ليس اعتياديا، لقد صارت قصة المنتخبات المغربية بفئتها النسوية والذكوىية رقما صعبا تحتمل اللامتوقع، وفي أقوى البطولات ترددت مقولة “المستحيل ليس مغربيا” في كبريات الأندية بسبب قلب الموازين وتحقيف الإنتصارات.
أظهرت الفرق الوطنية نفسا طويلا بالتفوق في مواجهات حاسمة، حيث قالت كلمتها وأخرست قوى كروية إفريقية وعالمية، وخلال السنوات الأخيرة إستطاعت الكرة المغربية أن تنفخ الروح في كلمة المستحيل، وهكذا أصبحت الفرق المغربية مصدر إلهام ليس فقط للمنتخبات الإفريقية والعربية بل حتى بالنسبة للمنتخبات الأوربية التي أعجبت بمستوى التكوين داخل المؤسسات الرياضية بالمغرب.
توجهت الأقلام إلى إشعاع الكرة المغربية في العالم عندما إستطاع المنتخب الوطني المغربي الوصول إلى مربع الكبار في مونديال قطر، حيث ظهر أكثر احترافية وأكثر قوة، فضد العديد من التوقعات النمطية التي لم ترشحه للعب أدوار طلائعية في البطولة، شكل مساره انتصارًا في أسلوب لعبه وكفاءته وتنظيمه، كانت لحظة ينبهر فيها الفريق المغربي بما يحققه من تفوق، وكانت عيون العالم على نهضته وعودته وتمرده.
وبهذه الإنطلاقة المشرفة بينت الكرة المغربية للعالم كيف يمكن للعبة بسيطة أن تخدم أغراض الدبلوماسية العامة تمامًا مثل الأشكال الأخرى للثقافة، فالرياضة الأكثر شعبية في العالم صارت إحدى أدوات الدول في بناء صورتها الذهنية، وإظهار مكانتها العالمية، ودرجة النفوذ والتأثير في الساحة الدولية”.
وفي هذا الإطار، فالقفزة الرياضية التي حققتها المنتخبات المغربية في فئة الصغار والكبار، جعلتها لا تكسب احتراما خارجيا للبلد فحسب، وإنما تعزز مكانته الدولية، حيث إن نتائج الكرة المغربية المبهرة في مختلف البطولات ستدفع الناس الذين كانو يجهلونها إلى الإقتداء بها عبر العالم.
وفي كل مباراة دولية للممتخبات المغربية لم يكن الفوز مع التقدم في المباريات همها ولكن طبع الحب والود والإحترام عنوان المباراة، ذلك لأن “الأسلوب واللعب النظيف والكرامة والروح الرياضية، خاصة في حالة الهزيمة، يُعامل على أنه يتمتع بقيمة متساوية من كل الجوانب.
إن كرة القدم ليست مجرد ظاهرة ثقافية أو مادة لاصقة اجتماعية تربط عناصر مجتمعية متنوعة، ولكنها ظاهرة اجتماعية بحد ذاتها، وقد تكون لها آثار على عالم ما وراء اللعبة، ولهذا يبشر عصر كرة القدم الحالي باعتبارها المعبود العالمي للأنظار والألباب، بدين مدني رياضي، حيث تشكل كرة القدم الدين القومي الذي يغرس القيم العميقة للأمة في نفوس مواطنيها.