استنكرت السعودية الموقف الأخير لمجلس الشيوخ الأمريكي من قضيتي الحرب في اليمن ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي واعتبرته “تدخلا سافرا” في شؤونها الداخلية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، اليوم الإثنين، عن “مصدر مسؤول” في وزارة الخارجية، قوله إن الموقف “بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة ويتضمن تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية، ويطال دور المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وأكد المصدر حرص الرياض على استمرار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، مبديا في نفس الوقت “استغراب المملكة من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكن لها المملكة (…) كل الاحترام، وتربط بها روابط استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين”.
كما عبر عن “رفض المملكة التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها (…) بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها”.
وذكر أنه “كان لإسھام المملكة في قیادة الجھود الدولیة لمكافحة الإرھاب في المیادین العسكریة والأمنیة والمالیة والفكریة الأثر البالغ في دحض التنظیمات الإرھابیة مثل تنظیمي الدولة الإسلامیة (داعش) و (القاعدة) وغیرھا وحمایة أرواح العدید من الأبریاء حول العالم وذلك عبر تأسیسھا وقیادتھا للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرھاب ومشاركتھا الفاعلة في التحالف الدولي لمحاربة (داعش) بقیادة الولایات المتحدة الأمریكیة”.
وأكد في ھذا السیاق أن “المملكة تتخذ موقفا حازما إلى جانب الولایات المتحدة الأمریكیة في مواجھة النشاطات الإیرانیة السلبیة عبر حلفائھا ووكلائھا التي تھدف لزعزعة استقرار المنطقة”.
وأضاف أنه في الوقت نفسه تواصل المملكة بذل الجھود لكي تتوصل الأطراف الیمنیة إلى حل سیاسي للأزمة الیمنیة یقوم على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخلیجیة وآلیتھا التنفیذیة ومخرجات الحوار الوطني الیمني الشامل بما في ذلك الجھود التي یقوم بھا المبعوث الأممي والتي قادت بدعم المملكة إلى الاتفاقات التي تم الإعلان عنھا مؤخرا في السوید.
وأشار المصدر إلى أنه سبق التأكید على أن ما حدث للمواطن السعودي جمال خاشقجي “ھو جریمة مرفوضة لا تعبر عن سیاسة المملكة ولا نھج مؤسساتھا”، مؤكدة في الوقت ذاته “رفضھا لأي محاولة للخروج بالقضیة عن مسار العدالة في المملكة”.
وأكد ان “المملكة إذ تحرص على الحفاظ على علاقاتھا مع الولایات المتحدة الأمریكیة وتعمل على تطویرھا في كافة المجالات وتثمن موقف الحكومة الأمریكیة ومؤسساتھا المتعقل حیال التطورات الأخیرة، فھي تدرك أن موقف مجلس الشیوخ الأمریكي یرسل رسائل خاطئة لكل من یرید إحداث شرخ في العلاقات السعودیة الأمریكیة”.
وأضاف أن المملكة “تأمل أن ألا یتم الزج بھا في الجدل السیاسي الداخلي في الولایات المتحدة الأمریكیة منعا لحدوث تداعیات في العلاقات بین البلدین یكون لھا آثار سلبیة كبیرة على العلاقة الاستراتیجیة المھمة بینھما”.