24ساعة-متابعة
في خطوة جديدة تعكس حرص المغرب على تعزيز علاقاته الدبلوماسية والسياسية مع إسبانيا، أعلنت السفارة المغربية في مدريد. عن توقيع عقد مع مؤسسة الضغط الإسبانية “Acento Public Affairs” بقيمة تصل إلى حوالي 600 ألف يورو سنويًا. هذه الخطوة. التي أثارت اهتمام الدوائر السياسية والإعلامية، تأتي في سياق استراتيجية مغربية تهدف إلى تعزيز حضورها في المشهد السياسي الإسباني. ودعم مصالحها الاستراتيجية في ظل العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين.
Acento Public Affairs: خلفية المؤسسة
تُعتبر “Acento Public Affairs” واحدة من أبرز مؤسسات الضغط في إسبانيا. وقد أسسها عدد من السياسيين السابقين الذين شغلوا مناصب بارزة في حزبي الشعب (PP) والاشتراكي (PSOE)، وهما الحزبان الرئيسيان في الساحة السياسية الإسبانية. تتمتع المؤسسة بخبرة واسعة في مجال العلاقات العامة والتأثير السياسي، حيث تعمل على بناء جسور بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص. وتقديم الاستشارات الاستراتيجية لتعزيز مصالح عملائها. اختيار السفارة المغربية لهذه المؤسسة يعكس رغبتها في الاستفادة من شبكة علاقاتها الواسعة. ونفوذها داخل الأوساط السياسية الإسبانية.
أهداف التعاقد
يأتي هذا التعاقد في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية-الإسبانية زخمًا كبيرًا، خاصة بعد تحسن العلاقات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، وتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية التي شملت مجالات التجارة، الأمن، والهجرة. ووفقًا لما تم تداوله، فإن الهدف الأساسي من هذا التعاقد هو تعزيز صورة المغرب في إسبانيا. ودعم القضايا الاستراتيجية مثل قضية الصحراء المغربية، التي حظيت بدعم إسباني رسمي في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
السفارة المغربية تسعى من خلال هذا التعاقد إلى ضمان وجود صوت قوي يدافع عن مصالحها في الدوائر السياسية والإعلامية الإسبانية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها، مثل الضغوط الأوروبية المتعلقة بقضايا الهجرة أو الخلافات التجارية. كما أن اختيار مؤسسة تضم شخصيات سياسية سابقة من الحزبين الرئيسيين يضمن للمغرب الوصول إلى شبكة واسعة من صناع القرار، مما يعزز قدرته على التأثير في السياسات الإسبانية.
العلاقات المغربية-الإسبانية: سياق متين
تشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا دينامية إيجابية، حيث تُعد إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب، مع استثمارات إسبانية في المغرب تتجاوز ملياري يورو سنويًا، ووجود حوالي 1000 شركة إسبانية تعمل في السوق المغربي. كما أن البلدين يتعاونان بشكل وثيق في ملفات حساسة مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.
فضلاً عن التعاون في المجال الثقافي والتعليمي. حيث يدرس حوالي 12 ألف طالب مغربي في إسبانيا، ويضم المغرب أكبر شبكة لمعاهد ثيربانتس في العالم.
هذا التعاقد يأتي أيضًا في سياق التحضيرات لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، وهو مشروع يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين. ومن المتوقع أن يساهم الدور الذي ستلعبه “Acento Public Affairs” في تعزيز التنسيق السياسي والإعلامي لدعم هذا الحدث العالمي.
انتقادات محتملة
رغم الأهداف الإيجابية لهذا التعاقد، قد يثير هذا القرار بعض الانتقادات. خاصة من الأوساط التي ترى أن الاعتماد على مؤسسات ضغط أجنبية. قد يُفسر على أنه محاولة للتأثير بشكل غير مباشر على السياسات الإسبانية، مما قد يثير حساسيات لدى بعض الأطراف. كما أن قيمة العقد (600 ألف يورو سنويًا). قد تُعتبر مرتفعة من قبل البعض، مما يفتح المجال لنقاش حول كيفية إنفاق الموارد الدبلوماسية.