الرباط-متايعة
شكل “مؤتمر سفراء السلام” الذي نظمته جمعية أبي رقراق اليوم السبت بمقر وكالة بيت مال القدس الشريف، مناسبة لإسماع صوت الأطفال من أجل عالم خال من النزاعات والحروب.
ويندرج تنظيم هذا المؤتمر في إطار فعاليات الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي لأطفال السلام المنظمة تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، إلى غاية 30 يوليوز الجاري.
وتمت خلال المؤتمر الذي حضرته وفود 25 دولة، من بينهم أطفال من القدس، تلاوة “نداء السلام” باللغتين العربية والإنجليزية، دعا من خلاله الأطفال المشاركون إلى بناء عالم يمكن فيه لكل طفل، في كل مكان، أن يعيش بسلام.
وتميز المؤتمر بتعيين الجيل الأول من سفراء مهرجان السلام عبر العالم الذين يمثلون مجموعة متنوعة من الجنسيات والثقافات، ي عهد إليهم بمهمة حيوية وهي أن يصبحوا رموزا للسلام، وينشروا قيم التعايش والتناغم والمحبة في محيطهم بشكل خاص، وفي مجتمعاتهم بشكل أعم.
كما تم خلال هذا المؤتمر تدارس مختلف مشاريع السلام التي تقدم بها أطفال العالم لتبنيها وتطبيقها حين العودة لبلدانهم، تعزيزا لروح التعايش والتبادل الثقافي بينهم. وبهذه المناسبة، رحب المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، بالمشاركين في مقر الوكالة “الفضاء الذي يخدم مدينة القدس وسكانها من الفلسطينيين..”، مبرزا أن هذه المؤسسة “تعمل تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الحفاظ على تراث المدينة ومركزها الحضاري باعتبارها مدينة لأتباع الدينات السماوية الثلاثة”، كما تسعى إلى “ترسيخ القيم الإنسانية: قيم السلم والعدل والحق، والحرية والعيش المشترك”.
وأعرب عن طموح الوكالة في أن “يعيش الناس جميعا في القدس وفي فلسطين حياة عادية، طبيعية، ويذهب الأطفال والطلاب إلى مدارسهم بسلام، ويجدون فضاءات للعب والترفيه، كما باقي الأطفال في العالم من دون خوف أو ترهيب”.
من جانبه، سجل المدير الفني للمهرجان الدولي لأطفال السلام، نجيب مصطفى كمالي، أنه “في عالم غالبا ما يبدو مجزأ ومقسما، يظل دور هؤلاء السفراء الصغار أساسيا، ومصدر إلهام”، مشيرا إلى أنهم سيحملون معهم ليس فقط لقب “سفير السلام” ولكن أيضا مسؤولية عميقة في تعزيز ونشر روح التعايش وبث ثقافة السلام، وتعزيز الفهم.
وأكد كمالي أن هؤلاء السفراء “الصغار” يملكون القدرة على “إلهام التغيير وبناء جسور لم تكن موجودة من قبل”، معتبرا أن نجاحهم في مهامهم النبيلة يعتمد ليس فقط على جهودهم الفردية ولكن أيضا على الدعم والتشجيع الجماعي الذي يقدم لهم. يشار إلى أنه تم اختيار دولة كوت ديفوار ضيف الشرف للدورة الحالية من المهرجان الدولي لأطفال السلام، التي تنظم احتفالا بعيد العرش المجيد، وتزامنا مع الذكرى الفضية للمهرجان. وبحسب المنظمين، فإن الدورة الـ 16 من المهرجان تعد فرصة مثالية لتوطيد التواصل الثقافي والحضاري بين الأطفال، وتعزيز الفخر بالهوية المغربية وإبراز قيم التسامح والسلام التي تمثلها المملكة. ر/