حاورها: عزيز ادريوشي
هي صحفية وإعلامية ووزيرة سابقة للإعلام وناطقة رسمية باسم الحكومة في المملكة الأردنية الهاشمية..جمانة غنيمات، السفيرة فوق العادة للمملكة الأردنية بالمغرب، تخص جريدة “24 ساعة” بحوار تسلط من خلاله الضوء على تطور العلاقات المغربية- الأردنية، وتطابق المواقف بين البلدين بخصوص القضية الفلسطينية.
ابنة مدينة السلط الأثرية التي تفوح بعبق التاريخ، تكشف في هذه الدردشة الرمضانية أجواء هذا الشهر الفضيل بالمغرب، وتقارب العادات والتقاليد بين البلدين الشقيقين.
ترتبط المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات متميزة، كيف تقيمين تطور هذه العلاقات؟
بداية، تعد العلاقات الأردنية المغربية نموذجاً مميزا في العلاقات العربية، فهي علاقات متينة تنطلق من أرضية صلبة من الإخوة والالتقاء في الأهداف والمنطلقات. وهنا أوكد أيضاً على أن هذه العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط المملكتين الشقيقتين تتقدم نحو آفاق أوسع من التعاون والتنسيق برعاية وتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه جلالة الملك محمد السادس حفظهما الله . هناك عمل مستمر لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والتعليمية بهدف ترجمة مخرجات القمة التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه جلالة الملك محمد السادس في المغرب عام 2019، وإيجاد السبل التي تتيح توسعة التعاون بين البلدين بما ينعكس خيرا على البلدين الشقيقين.
كيف تسعى المملكتين إلىً تطوير العلاقات الاقتصادية رغمً بعد المسافة ؟
العلاقات الاستراتيجية بين المملكتين الشقيقتين تذلل أي عائق في تقدم وتطور العلاقات الاقتصادية، وبالتالي هناك تشاور مستمر في إيجاد الأطر التي تشجع تعزيز التعاون الاقتصادي للوصول إلى طموحات قيادتي البلدين.
وهنا لا بد للإشارة إلى أن هناك عديد الاتفاقيات الثنائية ومذك ارت التفاهم الموقعة بين البلدين التي تشمل التجارة، والتعاون الاقتصادي والصناعي والتقني، وتشجيع الاستثمارات وحمايتها، وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، والتعاون الإداري من أجل التطبيق الصحيح للتشريع الجمركي، والمواصفات والمقاييس وشهادات المطابقة والمراقبة الإجبارية للجودة والاعتماد، وتبادل الاعتراف بالشهادات الأهلية البحرية.
كما أوكد على أن أبواب السفارة مفتوحة لجميع الأخوة المغاربة بما في ذلك المستثمرين ورجال الأعمال والريادين الراغبين في الاستثمار في الأردن، وأود الإشارة إلى أن قانون البيئة الاستثمارية الأردني الذي صدر عام 2022 وتضمن القانون العديد من التحسينات والمزايا التي تهدف إلى تطوير بيئة الاستثمار في الأردن، وتحسين جاذبيتها وتنافسيتها، حيث منح القانون حوافز وإعفاءات ومزايا للمستثمرين ضمن أسس ومتطلبات محددة، كما منح عدداً من الحوافز الإضافية وفقاً لمعايير محددة.
كما يضمن القانون المساواة بين المستثمر الأردني والأجنبي في الحقوق والامتيازات والواجبات ومعاملة كافة المستثمرين معاملة عادلة ومنصفة وشفافة، إضافة الى حماية الاستثمارات وعدم التدخل في الأنشطة والحقوق والمصالح المعترف بها قانونا للمستثمر أو الشركة التي تم الاستثمار بها ورقمنة وأتمتة الإجراءات والخدمات كافة المقدمة للمستثمرين.
وبالنسبة للاستثمارات الأردنية في المغرب فهناك عدد لا بأس به من الاستثمارات الأردنية التي نسعى دائما إلى تطويرها وزيادة عددها، وعلى رأسها شركة أدوية الحكمة التي تعمل في المغرب منذ عام 2011. كما ه ناك أكاديمية الطي ارن المغربية الخاصة بتاريخ 20 أيلول 2018، وهي استثمار أردني مغربي بإدارة أكاديمية الطي ارن الملكية الأردنية .
وتجدر الإشارة إلى البلدين ا تخذا عدد من الإجراءات لتسهيل حركة المواطنين بين المملكتين ومن أبرزها تسهيل الحصول على ال تأشيرة الكترونياً دون الحاجة لم ارجعة السفارة.
تحتل القضية الفلسطينية مكانه مركزية لدى المملكتين، أي تنسيق بين البلدين على هذا المستوى؟ً
الموقف من القضية الفلسطينية متطابق بين المملكتين فهناك اتفاق على أنها القضية المركزية وعلى أن الحل الوحيد وتحقيق السلام العادل والشامل لن يكون إلا عبر حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ال رابع من حزي ارن 1967.
بالتالي هناك عملية وتنسيق مستمرة بين المملكتين الشقيقتين إزاء القضية الفلسطينية وإزاء تطورات الأوضاع في غزة والجهود المبذولة لوقف الحرب المستعرة على القطاع، وذلك انطلاقا من منطلق مسؤوليات قيادتي البلدين الممثلة بالوصاية الهاشمية ورئاسة لجنة القدس في الدفاع عن القدس ومقدساتها وحمايتها من محاولات تغيير وضعها التاريخي والقانوني والسياسي ومعالمها الدينية والحضارية الإسلامية والمسيحية .
كما تتفق المملكتين على أهمية تفعيل العمل العربي المشترك باعتباره هدف وضرورة لابد منها من أجل أن نستطيع أن نحدث تقدماً في جهودنا المشتركة وحل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار الذي تحتاجه منطقتنا.
كسفيرة معتمدة بالمملكة، كيف تقضين شهر رمضان في المغرب؟
المغرب بلد غني جداً تراثياً وثقافيا وهو نافذة مفتوحة على التاريخ وعلى العادات وال تقاليد الجميلة التي تعبر عن أصالة هذا البلد وشعبه الكريم. وشهر رمضان المبارك يشهد العديد من الطقوس والعادات التي تعكس التراث الإسلامي والثقافي في المغرب ويظهر الترابط القوي بين الدين والثقافة.
وكوني سفيرة في المغرب فشهر رمضان المبارك يشكل فرصة للتواصل مع الأخوة والأصدقاء المغاربة وحضور العديد من الفعاليات الثقافية والدينية، مثل الافطارات الرمضانية والمحاضرات الدينية، لتعزيز فهم الثقافة والتقاليد المغربية ، وقد تشرفت بحضور عدة دورس حسنية برئاسة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
كما يعد شهر رمضان فرصة للتواصل مع أهلنا وأبنائنا من الجالية الأردنية العزيزة على قلوبنا في المغرب . كما لا بد من الإشارة إلى أن شهر رمضان يشكل فرصة لاكتشاف الأطعمة المغربية وزيارة الأسواق الرمضانية.
وقد لاحظت خلال وجودي في المغرب أن هناك تقارباً كبيرا في العادات والتقاليد المتعلقة بشهر رمضان بين الأردن والمغرب فكلا البلدين يميزهما الطابع ال روحاني في شهر رمضان إضافة إلى كرم وطيبة الشعبين الشقيقين.