24 ساعة-أسماء خيندوف
أكد أمين الشودري، سفير المغرب لدى البيرو، على قوة الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرباط وليما، واصفا العلاقة بين البلدين بالناضجة والمتكاملة، في ضوء تقاطع طموحاتهما القارية والتقارب الثقافي والاقتصادي بين الشعبين.
وفي تصريح بمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والبيرو، أوضح الشودري أن البلدين لا يعيشان منطق التنافس بل منطق التكامل، بالنظر إلى اختلاف مواقعهما الجغرافية وهيكلتيهما الاقتصادية.
وأضاف أن المبادلات التجارية بين الطرفين لا تزال دون المستوى، رغم الإمكانيات الكبيرة المتاحة، داعيا إلى توسيع آفاق التعاون، خاصة عبر بوابة إفريقيا التي يمثل المغرب فيها نقطة ارتكاز استراتيجية.
واعتبر السفير المغربي أن قرار البيرو السيادي سنة 2023 بتعليق علاقاتها مع “البوليساريو” شكل لحظة مفصلية في توطيد العلاقات الثنائية، مبرزا أهمية تعزيز الحوار السياسي، وتكثيف اللقاءات البرلمانية بين البلدين.
وفي الجانب الاقتصادي، دعا الشودري إلى إطلاق شراكة استراتيجية لربط الموانئ البيروفية (كالاو، تشانكاي، بايتا) بالموانئ المغربية (الدار البيضاء، الداخلة، طنجة المتوسط)، بهدف تسهيل التبادل التجاري وبناء محور بحري أطلسي يربط بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، شدد السفير على الطابع السلمي والتاريخي للمسيرة الخضراء، مشيرا إلى أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي أطلقت سنة 2007، تحظى بدعم واسع من المجتمع الدولي، باعتبارها حلا جديا وواقعيا يحترم السيادة الوطنية.
وعلى مستوى التعاون التقني، أبرز السفير إمكانات المغرب في مجالي تحلية المياه والطاقات المتجددة، مؤكدا استعداد المملكة لمواكبة البيرو في مشاريع التحول الطاقي، اعتمادا على التجربة المغربية المتقدمة في هذه المجالات.
وختم الشودري بتأكيد التزام المغرب بتعزيز التعاون جنوب-جنوب، مشددا على أن الاستراتيجية الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تمثل ركيزة أساسية لربط دول إفريقيا الأطلسية بباقي القارات، من خلال مشاريع تنموية مستدامة تشمل الاقتصاد الأزرق، الأمن المائي، والطاقات النظيفة.