24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
أعلنت السلطات الموريتانية تحويل منطقة لبريكة الحدودية مع الجزائر إلى منطقة عسكرية مغلقة، في خطوة تعكس تحولا نوعيا في استراتيجيتها الأمنية.
وجاء هذا القرار، الذي نقلته الصحافة الموريتانية عن مصادر عسكرية، في سياق تصاعد التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد على حدودها الشرقية، خاصة ما يتعلق بتهريب السلع والممنوعات، وتسلل الجماعات الإجرامية المنظمة.
سد الثغرات الأمنية و مكافحة للتهريب والفوضى
يعكس قرار الجيش الموريتاني في إطار الجهود الحثيثة لتطويق الانفلات الأمني ومكافحة الأنشطة غير القانونية التي تزدهر في هذه المنطقة الوعرة.
وتعتبر منطقة لبريكة، المتاخمة لمخيمات تندوف الجزائرية، ممرا رئيسيا لتهريب الوقود والسلع وحتى البشر، مما يؤكد رغبة نواكشوط في السيطرة الكاملة المنطقة المذكورة، ووضع حد للفوضى كانت فيها.
وضع حدلتمادي البوليساريو والجزائر
في ظل تفاقم التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وتصاعد التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ، يبدو أن نواكشوط تتوجه برسائل سياسية غير مباشرة، إلى جبهة البوليساريو الإنفصالية، ومن خلالها للجزائر، في توقيت دقيق تعيد فيه دول المنطقة ترتيب مواقفها وتحالفاتها وحساباتها.
الحدود ليست مناطق رمادية
ويكشف اغلاق نواكشوط لمنطقة “لبريكة” بوضوح تام بوضوح أن الحدود لم تعد مناطق رمادية أو سائبة، بل هي فضاءات خاضعة للرقابة والسيادة الوطنية.
كما أنها خطوة لمسار تتبناه موريتانيا في السنوات الأخيرة لتعزيز سيادتها الأمنية والعسكرية على كامل ترابها الوطني، إنه ليس مجرد رد فعل ظرفي، بل جزء من استراتيجية أمن وطني طويلة الأمد تهدف إلى إعادة ضبط الجغرافيا الأمنية للمنطقة.