إعداد- عماد مجدوبي
قبل الاستعمار الفرنسي شهد المغرب فترة حكم السلطانين الولى الحسن الأول والمولى عبد العزيز والتي امتدت من سنة 1860 الى 1992 . تلك فترة حرفت أحداث تمرد من القبائل دفعت السلطان للتحرك المتواصل عبر محلاته,وهي التسمية التي اطلقت حينها على الجيش السلطاني.
تلك الفترة دون فصولا منها الطبيب الفرنسي لويس أرنو Louis Arnaud استنادا الى رواية شفوية للحاج سالم العبدي أحد قادة الجيش البخاري السلطاني (توفي 8 أبريل 1938 بالرباط)، وأصدر كتابا حولها سماه: زمن «لمحلات» أو المغرب ما بين 1860 و1912 .(Au temps des «mehallas»- ou Le Maroc de 1860 à 1912). وسنقتبس اهم لحظاتها طيلة شهر رمضان الكريم .
1-محمد الرابع يحاول تحرير سبتة
قبل حكم الحسن الاول, كان يجلس على العرش والده محمد الرابع بن عبد الرحمان المزداد سنة 1930 وتولى الحكم ما بين 1859-1873 . وهو دفين ضريح مولاي علي الشريف بالريصاني.
ويقول عنه سالم العبدي “كانت بشرته مائلة إلى السمرة وعيناه سوداوين, وهو عالم ورجل حرب في نفس الوقت.
فعندما كان خليفة لأبيه على مراكش قام بعدة حملات عسكرية، وقاد الجيش المغربي لإمداد يد العون للشريف عبد القادر في مواجهة الفرنسين بواد اسلي في 14 غشت 1844، والذي تراجع إلى الخلف أمام قصف مدافع الفرنسيين.
كان حاجب البلاط حينها هو سيدي موسى بنحماد، وهو والد باحماد الحاجب الشهير، الذي سيكون بدوره حاجبا لولي عهده مولاي الحسن الأول. والحاجب المذكور من عائلة عريقة من العبيد الزنوج، فيما الصدر الأعظم أو الوزير الأول هو سي الطيب اليمني المعروف بـ«بوعشرين». وقائد المشور هو الجيلالي بن حمو وخليفته هو بخاري من ذوي البشرة السوداء ويدعى الحاج محمد بنيعيش جد الحاجب الملكي الحالي الذي تولى مهمة قائد القصر في عهد المولى يوسف.
حاول السلطان محمد الرابع تحرير سبتة من قبضة الاسبان، فنشبت الحرب الاسبانية المغربية (1859) التي خسرها فاضطر للاعتراف رسمياً بسيادة إسبانيا على كل من سبتة ومليلة، واضطر للتنازل عن سيدي إفني وخسر تطوان واضطر لدفع تعويضات حرب قدرها 100 مليون پزيتا إسپانية، واضطر إلى قبول معاهدة واد راس التي من بنودها: الاعتراف بإسبانية المدينتين سبتة ومليلية والتخلي عن سيدي إفني ودفع غرامة مالية، حيث عرف حكمه العديد من التدخلات الغربية في المغرب.
وعن هذه الفترة يقول سالم العبدي : “تميزت فترة حكم السلطان بخوض الحرب ضد إسبانيا في 22 نونبر 1859، حيث حاصرت ساكنة الريف ومنطقة جبالة مدينتي سبتة وطنجة، ونجحوا في مضايقة المحتل الإسباني، مما دفعهم للخروج إلى ساحة المعركة لفك الحصار عليه”..
ويضيف أن ” المقاتلين المغاربة يقيمون في معسكر عين الدالية، وعددهم لا يتجاوز خمسة آلاف شخص بمن فيهم النظاميين وغير النظاميين، وبحوزتهم عشرات المدافع التي خلفها وراءهم الجنود الفارين، وإلى جانبهم ألف فارس فقط من الحرس الخاص لمولاي العباس أخ السلطان وقائد العساكر النظاميين، ورغم ذلك العدد من المغاربة فإننا انهزمنا أمام الطلقات السريعة للبنادق الإسبانية”.
يتبع ..
مراجع معتمدة :
• Louis Arnaud،.(Au temps des «mehallas»- de 1860 à 1912). ou Le Maroc
* محمد بن عمر / ترجمة «زمن المحلات أو الجيش السلطاني ما بين 1860 و1912» لمؤلفه «لويس أرنو» (الطبعة الأولى – 2002، الناشر: أفريقيا الشرق – الدارالبيضاء / بيروت)
*^الناصري: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1997، الجزء 9، ص 207
* مجلة دعوة الحق. عدد 116 و96.
“* مؤلف جماعي “المغرب زمن السلطان المولى الحسن الأول (1873-1894 ، إشراف عبد القادر سبيل وإبراهيم أزوغ. منشورات كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة الحسن الأول بسطات
• جان مارى شيفير: “المغرب في عهد السلطان الحسن الأول 1989م