إعداد- عماد مجدوبي
قبل الاستعمار الفرنسي شهد المغرب فترة حكم السلطانين المولى الحسن الأول والمولى عبد العزيز والتي امتدت من سنة 1860 الى 1912 . تلك فترة حرفت أحداث تمرد من القبائل دفعت السلطان للتحرك المتواصل عبر محلاته,وهي التسمية التي اطلقت حينها على الجيش السلطاني.
تلك الفترة دون فصولا منها الطبيب الفرنسي لويس أرنو Louis Arnaud استنادا الى رواية شفوية للحاج سالم العبدي أحد قادة الجيش البخاري السلطاني (توفي 8 أبريل 1938 بالرباط)، وأصدر كتابا حولها سماه: زمن «لمحلات» أو المغرب ما بين 1860 و1912 .(Au temps des «mehallas»- ou Le Maroc de 1860 à 1912). وسنقتبس اهم لحظاتها طيلة شهر رمضان الكريم .
2-السلطان والقبائل في زمن التمرد
بل الاستعمار الفرنسي شهد المغرب فترة حكم السلطانين المولى الحسن الأول والمولى عبد العزيز ، وقبلهما المولى محمد بن عبد الرحمان ،والتي امتدت من سنة 1860 الى 1912. تلك فترة حرفت أحداث تمرد من القبائل دفعت السلطان للتحرك المتواصل عبر محلاته,وهي التسمية التي اطلقت حينها على الجيش السلطاني.
تلك الفترة دون فصولا منها الطبيب الفرنسي لويس أرنو Louis Arnaud استنادا الى رواية شفوية للحاج سالم العبدي أحد قادة الجيش البخاري السلطاني (توفي 8 أبريل 1938 بالرباط)، وأصدر كتابا حولها سماه: زمن «لمحلات» أو المغرب ما بين 1860 و1912 .(Au temps des «mehallas»- ou Le Maroc de 1860 à 1912).
2- جيش السلطان يعد لـ “الحركات”:
بسبب الهزيمة أمام الإسبان في 22 نونبر 1859، انتبه السلطان إلى قلة وضعف جيشه بالمقارنة مع قوة وتنظيم جيش النصارى (أي الإسبان)، ولذلك سيقرر تجميع جهوده وإمكانياته في إحداث وترميم قوة عسكرية بالمعنى الحقيقي وقادرة على “الجهاد”.
هكذا سيعمل السلطان على فتح مخازنه وتوزيع الأموال والأسلحة والألبسة، كما أرسل طلبات للحصول على البنادق والتموينات من انجلترا، وأحدث قسما خاصا للمخابرات وزرع عملاءها على الموانئ والمدن الكبرى لجمع المعلومات.
بعد تلك الاصلاحات, أصبح الجيش والمخزن يحتلان مكانة وأهمية أكبر . وحوالي سنة 1868 سيصبح للجيش مكانة خاصة لدى البلاط السلطاني.
كان المحاربون الذين يرافقون السلطان في «حركاته» ضد القبائل الثائرة ثلاثة أنواع: هناك رجال نظاميون وجنود رسميون أو العسكر ثم رجال المخزن أو «المسخرين» الذين لا يحملون البنادق والبارود إلا عندما يخرج السلطان إلى «الفراك»، وأخيرا هناك مجندو القبائل الخاضعة للسلطان وهم عرضيين وأعدادهم غير قارة ولا يلتحقون بصفوف الجيش إلا في حالة الدعوات الخاصة.
إن العسكر الذي تكون مجموعاته ما يسمى بـ«الكيش» هم دائما في حالة تأهب واستعداد للحرب. ورجالات العسكر يقطنون بالقصبات، وهم مجهزون وممونون من الخزينة، وهؤلاء العسكر هم في الأصل أبناء القبائل التابعة لسلطة المخزن، والتي تستفيد من امتيازات مقابل إمداد السلطان بوحدات عسكرية يتفاوت عددها حسب أهمية القبيلة أي قوتها وحجمها.
من بين تلك القبائل، هناك قبيلة الأوداية وهي مكونة، من ثلاث مجموعات، الأولى قرب واد سبو، الثانية بقصبة الرباط، والثالثة بحوز مراكش.
والثانية هي قبيلة الشراغة وهي من عرب المشرق، وأكبر فخدة فيهم هي «أولاد جامع» الموجودين في الجهة الشمالية لفاس، وهم يكونون أكبر عدد من العساكر، ويفوق عددهم جميع باقي فخدات القبيلة، حتى أن أصحاب المخزن لا يفرقون بين قبيلة الشراغة وبين فخدة أولاد جامع.
ثالث قبيلة هي «الكيش»، وتنتمي إلى الشراردة المحسوبة على أولاد دليم الشبانات وقبائل أخرى مختلفة، وأخيرا هناك جيش البخارى الذين يقضون حياتهم في الجندية, ومنهم سالم العبدي صاحب هذه الرواية.
كما يوجد، أيضا، كيش صغير مكون من رجال سوس (أهل سوس) المستقرين بسهل سايس قرب صفرو.
ولا يجب الاعتقاد بأن قبائل المخزن المشار إليها تبعث ما 100 أو 200 رجل سنويا من أجل تكوين العسكر وتطعيم الجيش السلطاني. كان ذلك في البداية، لكن مع توالي السنين أصبحت الجندية حرفة وصنعة يرثها الأبناء عن الآباء والأجداد. وأصبح أبناء الجنود يعوضون آباءهم من أجل الحفاظ على التوازن. وكل عائلة لها أبناء ذكور تقوم بإرسال أحدهم إلى الجندية والآخر إلى جيش البخاري والثالث إلى المخزن في هيئة أخرى.
وكان السلطان لا يلجأ إلى طلب المزيد من المجندين من القبائل الخاضعة لسلطته إلا في حالة تسجيل خصاص واضح، حيث يأمر القبائل الرئيسية بإرسال أعداد من الجنود إلى فاس ومراكش.
ليس ذلك فقط، فهناك مصدر آخر للحصول على جنود، وهو من الأشخاص العبيد السود البشرة، وهؤلاء يتم تجميعهم في فرقة خاصة تسمى مجموعة العبيد العسكريين، وتضم الرجال السود الذين يستحقون دخول السجن، وأيضا الصعاليك المسجلين بشكل رسمي، ثم البخاريين ذوي السيرة السيئة والذين يتم الاحتفاظ بهم لمدة غير محددة دون أن يفقدوا حريتهم بصفتهم أحرار. ومن بين هؤلاء العبيد العاطلون المزعجون للقصر.
ومن عادة القياد الأغنياء الحاكمين للقبائل الكبرى في دكالة وعبدة ومتوكة وكلاوة إهداء عدد لا يستهان به من العبيد والخدم إلى القصر في الأعياد الكبرى. فقد بعث القايد المتوكي مثلا في أحد الأيام إلى مولاي الحسن عددا من العبيد يقدر بحوالي 200 فرد, وتم استقدامهم من سوس ومنطقة درعة.
يتبع ..
مراجع معتمدة :
• Louis Arnaud،.(Au temps des «mehallas»- de 1860 à 1912). ou Le Maroc
* محمد بن عمر / ترجمة «زمن المحلات أو الجيش السلطاني ما بين 1860 و1912» لمؤلفه «لويس أرنو» (الطبعة الأولى – 2002، الناشر: أفريقيا الشرق – الدارالبيضاء / بيروت)
*^الناصري: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1997، الجزء 9، ص 207
* مجلة دعوة الحق. عدد 116 و96.
“* مؤلف جماعي “المغرب زمن السلطان المولى الحسن الأول (1873-1894 ، إشراف عبد القادر سبيل وإبراهيم أزوغ. منشورات كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة الحسن الأول بسطات
• جان مارى شيفير: “المغرب في عهد السلطان الحسن الأول 1989م