24 ساعة-متابعة
سجل عبد الكريم الشافعي، نائب رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، أن أسعار اللحوم الحمراء شهدت انخفاضا لافتا مباشرة بعد الإعلان عن القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذا العام، غير أن هذه الفرصة، التي كان يفترض أن تخفف من وطأة الغلاء المعيشي، سرعان ما ضاعت بسبب موجة استهلاك وصفت بـ”غير الرشيدة”.
وفي تصريح خص به “24 ساعة”، أوضح الشافعي أن الأسواق المغربية تشهد حاليا حالة من التهافت غير المسبوق على شراء الخرفان وأحشاء الذبائح المعروفة بـ”الدوارة”، دون مراعاة للسياق الديني أو التضامني للقرار الملكي، مشيرا إلى أن ما يجري لا علاقة له بأداء الشعيرة الدينية، بل “باقتناء خرفان تذبح غالبا في الخفاء، ما يفقد العملية بعدها الديني ويحولها إلى مجرد مناسبة استهلاكية”.
وأضاف المتحدث أن خطاب الملك محمد السادس لم يكن زجريا، بل جاء بصيغة توجيهية راقية تدعو المواطنين إلى التحلي بروح التضامن، مشيرا إلى أن “الخطاب استعمل عبارة نهيب بكم، وهي نداء من ملك يكن الرأفة لشعبه، ولو جاء القرار بلهجة حازمة، ربما كنا أمام استجابة أوسع وانضباط أكبر”
ولقت الشافعي إلى ما وصفه بـ”المفارقة المحزنة”، حيث قفزت أسعار “الدوارة” إلى مستويات غير مسبوقة بلغت في بعض الأسواق 900 درهم، أي ما يعادل نصف ثمن خروف، مقابل أسعارها المعتادة التي لا تتجاوز 150 إلى 200 درهم، واصفا هذا الوضع بأنه “اختلال ثقافي حقيقي في أنماط الاستهلاك”.
والمثير للقلق، حسب نائب رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، هو أن الفئة التي تقود هذا الإقبال المحموم على اقتناء الأضاحي ومشتقاتها، هي ذاتها الفئات الهشة التي كانت تنادي سابقا بمحاربة السماسرة وتحتج على غلاء الأسعار، مشددا على أن “الأسر الميسورة لا تهتم كثيرا بالعيد، والطبقة المتوسطة تئن تحت ضغط المعيشة، أما الفئات الهشة فهي التي تسقط الآن في فخ الاستهلاك المفرط”.
ولم يخف الشافعي استياءه من ما وصفه بـ”السلوك الأناني” لبعض المواطنين الذين تجاهلوا التوجيهات الملكية، مطالبا بفرض عقوبات صارمة على من يقدم على الذبح العشوائي، الذي يتم خارج الرقابة البيطرية ويهدد السلامة الصحية.
واختتم الشافعي تصريحه بالتنويه بالقرار الملكي الذي تم اتخاذه خلال المجلس الوزاري الأخير، والقاضي بنقل ملف دعم الفلاحين والكسابة من وزارة الفلاحة إلى وزارة الداخلية، معتبرا الخطوة تحول استراتيجيا من شأنه تعزيز الشفافية في تدبير الثروة الحيوانية، خاصة في ظل الجدل المثار حول استيراد الأغنام وظاهرة “الفراقشية”.