24 ساعة-أسماء خيندوف
كشف الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، أن مصالحه تمكنت من تفكيك 101 خلية إرهابية منذ إحداث المكتب في مارس 2015، 93 منها مرتبطة بتنظيم “داعش”.
وأوضح، في حوار خاص مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن حوالي 2000 مشتبه به من رجال ونساء وقاصرين أُحيلوا على العدالة، مضيفا أن وتيرة التهديدات لم تتراجع، بل تزايدت بفعل ظاهرة “التلقين الإلكتروني” التي تستهدف الشباب عبر استغلال ديني يؤدي بهم نحو التطرف.
تورط البوليساريو في زعزعة استقرار الساحل
أشار حبوب إلى أن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يزيد من تعقيد التحديات الأمنية، خاصة في ظل تداخل خطر بين الجماعات الإرهابية وجبهة “البوليساريو”. وشدد على أن مخيمات تندوف تحولت إلى بؤر تجنيد وتطرف تستقطب شبابا هشا وتحتضن عناصر من “داعش” و”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، ما يغذي شبكات التهريب ويهدد الاستقرار الإقليمي.
لفت مدير “البسيج” إلى أن حوالي مائة عنصر من “البوليساريو” انضموا إلى جماعات إرهابية في منطقة الساحل، من بينهم عدنان أبو الوليد الصحراوي الذي بدأ مساره في “البوليساريو” قبل أن يصبح أحد أبرز قادة “داعش” في الصحراء الكبرى. وقال إن هذه المعطيات تؤكد وجود تحالف خطير يهدف إلى تقويض سيادة الدول ونشر الفوضى.
وردا على سؤال حول وجود أدلة ملموسة تربط “البوليساريو” بالإرهاب، شدد حبوب على أن الأجهزة الأمنية المغربية وثّقت حالات خطيرة، تشمل عمليات اختطاف وتخريب نفذها منشقون عن الجبهة. وأضاف أن هذه الوقائع تفرض تدخلاً دوليا حازما لمواجهة الخطر الصادر من مخيمات تندوف.
وحول الدعوات لتصنيف “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، أكد حبوب أن القرار يندرج ضمن السياسات السيادية للدول، لكنه اعتبر أن الوقائع الأمنية تؤكد تورط الجبهة في أعمال إرهابية من خلال اعتماد المخيمات كمنصات للتجنيد والتدريب.
التكنولوجيا سلاح الجماعات المتطرفة
كشف المسؤول الأمني أن الجماعات الإرهابية باتت تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا الرقمية، من خلال استغلال الشبكات المشفرة و”الدارك نت” لنشر الفكر المتطرف وتدريب الشباب على العنف وصناعة المتفجرات. وأضاف أن المغرب تبنى منذ سنوات استراتيجية استباقية شاملة، تجمع بين التطوير القانوني والتكنولوجي وتكوين الكفاءات.
وأكد حبوب أن المغرب يواجه خطاب التطرف من خلال تأطير ديني معتدل يعتمد على دور المجلس الأعلى للعلماء ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة، مشيرا إلى أن التشدد يبدأ عادة بانعزال الفرد وتعرضه لمحتوى متطرف يدفعه نحو الكراهية والعنف. وشدد على أن التوعية المبكرة والتنسيق الأمني هما المفتاح لتحصين الشباب.
وصف مدير “البسيج” التعاون الأمني مع عدد من الدول الأوروبية والأفريقية بالنموذجي، وأكد أن تبادل المعلومات ساهم في إحباط هجمات، لكنه أقر بأن الجماعات الإرهابية تواصل تطوير أساليبها مستغلة التوترات الجيوسياسية الراهنة.
اختتم حبوب الحوار بالتنبيه إلى أن النزعة الانفصالية لم تعد شأنا سياسيا فقط، بل أصبحت غطاء أيديولوجيا يخدم الجماعات الإرهابية في استهداف استقرار المملكة والمنطقة بأسرها.