محمد الشمسي
ظل المنتخب المغربي وفيا لخروجه المبكر كعادته من نهائيات كأس إفريقيا، وظلت الجماهير ومعها الأجيال تترقب وتنتظر وتحترق…
قمعونا ونهرونا وقالوا لنا إننا لا نفهم في كرة القدم، وأنه علينا أن نترك المدرب ولاعبيه يلعبون بدون تشويش، وإن المنتخبات لا تُسير من المقاهي ولا بالنزوات، فضربنا الطم وفسحنا المجال للفهايمية والعولاما والمحللين والمحرمين، ونحن ندرك أن كأس إفريقيا ليست سهلة حتى تفوز بها بمنتخب يقوده مدرب تجاوزه الزمن فكرا وعمرا، وقلنا إنه مع الكعبي والنصيري والحدادي وشاكلا ولوزة ومايي وآخرون لا نعرف حتى أسماءهم يصبح الفوز بالقمر أقرب وأسهل من الفوز بكأس إفريقيا…قلنا لهم إن تعبئة الحظ لا تدوم، وأن الزهر غادي يسالي ذات يوم.
قلنا إن فكرة البحث عن أبناء الجالية المغربية بالخارج الذين لا نناقش وطنيتهم، والتنقيب عنهم في أوروبا لأجل تذكيرهم بالجنسية المغربية ودعوتهم لحمل القميص الوطني لا يمكن أن يكون الوصفة الأصلح للكرة المغربية، فهؤلاء رغم تكوينهم العالي في مدارس كروية احترافية لكنهم قطع غيار غير شغالة داخل محرك المنتخب المغربي الذي لمبارياته الإفريقية طقوسها، فكان مصير هذه “اللعيبة” هو الفشل، وقلنا إن هجر البطولة الوطنية ولاعبيها وعدم الاعتراف بهم، بل والتنقيص منهم ومن مستوياتهم، يجعل من مباريات البطولة مجرد نزالات قريبة من صراع الديكة المكسيكية، ويحرم المنتخب المغربي من مواهبه المحلية التي فازت بالشان في مناسبتين، وهي المواهب التي منحت للمغرب أمجاده الكروية الوحيدة التي يتغنى بها، حيث كأسه الإفريقية اليتيمة و عبوره الوحيد للدور الثاني في كأس العالم…
قلنا إن المدرب ابن البلد هو الأنسب لتدريب المنتخب المغربي، لأنه الأقرب لثقافة وفكر اللاعبين، ولأنه لن يكلف الجامعة الأموال الطائلة التي يلهفها الأجانب بلا فائدة، على أن يمهلوه الوقت ويعطيوه التيساع، وقلنا إن رائحة “التخلويض” تفوح، وأن رئيس الجامعة دار بُّت نبت في الجامعة، وأنه بات يحوزها ويستغلها ويتصرف فيها تصرف المالك في ملكه، ولا أحد يقوى على محاسبته، قلنا إنه منذ أن وطأت قدماه الجامعة مطفرناه، باستثناء الخوا الخاوي، وقلنا إن توفير الأجواء الملائمة للمنتخب لا يبرر ذلك البذخ وتبذير المال العام، ونحن عاينا منتخبات تأهلت الى دور الثمن لم تنفق على نفسها كل هذه الثروة الطائلة، ليس لأن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، بل لأن المال السايب كيعلم السرقة، وقلنا إن بعض وسائل الإعلام باعت الماتش بوصلات إشهارية فباتت تضرب الطر والوتر وتزغرد و تزف لنا الفاتح العظيم فوزي لقجع ومنتخبه ومدربيه وتوهمنا أنه يمكن نفخ البالون المثقوب…
فهل نحتاج لتدخل ملكي كي نستعيد منتخبنا ونجعل منه ناطقا كرويا باسمنا؟…
لقد حان وقت الحساب، فآتوا فواتيركم…