جدد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، اليوم الثلاثاء بالرباط، التأكيد على وقوف بلاده إلى جانب المملكة في كل قضاياها العادلة، وعلى رأس ذلك قضية الصحراء المغربية.
وأعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في رسالة موجهة إلى المشاركين في ندوة “الشيخ زايد ودوره في بناء العلاقات المغربية الإماراتية”، تلاها سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في المغرب، السيد علي سالم الكعبي، عن رفض بلاده التام لأي مساس بأمن المغرب واستقراره ومصالحه، معربا عن تأييده لكل ما يتخذه المغرب من إجراءات لمواجهة التحديات التي تهدد وحدته الترابية.
وجدد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الإعلان عن حرصه على ترسيخ العلاقات المتميزة القائمة بين الدولتين والدفع بها نحو مزيد من التشاور والتنسيق، “بما يعزز من أواصر التكامل والتعاون، ويعزز مسارات التنمية ويسهل التبادل التجاري ويحفز الاستثمار، ويحقق تطلعات الشعبين الشقيقين”.
واعتبر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن العلاقة التي تجمع بين الدولتين والشعبين هي “علاقة أخوية وثيقة” أسس لها، وأرسى دعائمها كل من المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الراحل الحسن الثاني.
وأضاف أنه “بفضل ما اتسما به من وعي قومي، وقوة إرادة، تمكنا، رحمة الله عليهما، من وضع الأسس المتينة لتعاون مثمر وشراكة استراتيجية نموذجية متميزة، تستمد قوتها من تقارب وجداني وتطابق مواقف، وتوافق مصالح وإيمان راسخ بوحدة اللغة والدين والحضارة والمصير المشترك”.
واعتبر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن الطموحات التي تجمع اليوم بين قيادتي البلدين الشقيقين “تتجاوز المصالح التقليدية في السياسة والاقتصاد والأمن، لتستهدف تقوية العلاقات الأخوية المتميزة بين قيادتي البلدين ومنحهما خصوصية يستشعرها كل مواطن مغربي وكل مواطن إماراتي، وتكريس أواصر الود بين الشعبين الشقيقين من خلال مبادرات وفعاليات ثقافية واجتماعية متبادلة”.
وأبرز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن هذه الندوة “تسعى إلى تقديم الشيخ زايد إلى الأجيال الجديدة، بتسليط الضوء على سيرته الزاهية وإنجازاته المشهودة، وبخاصة ما لعبه وشقيقه المغفور له بإذن الله الملك الحسن الثاني، من دور في بناء هذه التجربة التكاملية الفريدة”.
وذكر بأن المغرب كان أول دولة عربية زارها الشيخ زايد، بعد تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في دجنبر 1971، حيث عبر خلال هذه الزيارة “عن أصدق المشاعر تجاه المغرب، ملكا وشعبا” مشيرا إلى أن تلك المشاعر تجسدت “في ارتباط عميق بالمغرب، وتردده المستمر عليه”.
واعتبر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن هذه الندوة التي تستضيفها أكاديمية المملكة المغربية، “هي واحدة من الأنشطة التي تعمق من أواصر المحبة بين البلدين، وتفتح آفاقا واسعة للعمل المشترك والتعاون في المجالات كافة”، كما أنها تؤكد “الحاجة إلى المزيد من الترابط والتكامل والتنسيق بين الدولتين والشعبين، خاصة وأن انعقادها يتزامن وما تواجهه المنطقة من حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار وتصاعد العنف في العديد من الدول العربية وتنامي خطر الجماعات المتطرفة”.