آسية الداودي-الدار البيضاء
يعتبر شهر رمضان فرصة لتهذيب النفس وتدريبها على التسامح والعفو لقوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله والله لا يحب الظالمين). أي أن من عفا عمن أساء اليه إساءته اليه، فغفرها له ولم يعاقبه بها هو قادر على رد الاساءة بالاساءة وانما عفا وسامح فأجر عفوه على الله.
الشيخ والفقيه عبد اللطيف زاهد قال في حديثه لجريدة “24 ساعة” : ربنا سبحانه وتعالى يأمر بالعفو ويأمر بالتسامح وهو سبحانه وتعالى من أسماءه العفو، العفو الذي يصفح ويعفو عن عباده وورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: “قُولِى: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى”أي: تُحِبُّ ظُهورَ هذه الصِّفةِ، “فاعْفُ عنِّي”، أي: تجاوَزْ عنِّي واصفَحْ عن زَلَلي،فإنِّي كثيرُ التَّقصيرِ، وأنت أَولى بالعفْوِ الكثيرِ، وعفْوُ اللهِ تعالى يكونُ في الدُّنيا والآخرةِ.

وتابع الدكتور عبد اللطيف زاهد أن الله تعالى قال وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)، أي فذكر الله عز وجل هنا المصارعة الى الجنة والمصارعة الى الاعمال التي تدخل الجنة، وذكر منها التقوى وذكر منها الانفاق في السراء والضراء وهذا من علامات التسامح وأن الانسان يحب الخير للجميع.