24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
أجمعت كبريات الصحف العالمية، على أهمية القرار التاريخي الذي اتخذته المملكة المتحدة بدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي، لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، واعتبرته خطوة تعكس تحولا دبلوماسياً بارزاً يعزز مكانة المغرب على الساحة الدولية.
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ألاعتراف البريطاني يعتبر تطور دبلوماسي بارز، واصفة إياه بأنه “الخيار الأكثر مصداقية وواقعية وقابلية للتطبيق” لتسوية النزاع المستمر منذ عقود.
و ابرزت الصحيفة الأمريكية أ،ه و خلال مؤتمر صحفي مشترك في الرباط، أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، تحول موقف بلاده لدعم مقترح المغرب الذي يقضي بمنح الإقليم حكمًا ذاتيًا تحت السيادة المغربية. كما أشاد لامي، إلى جانب نظيره المغربي ناصر بوريطة، بالعلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرة إلى تعزيز التعاون في مجالات الأمن، التجارة، والبنية التحتية، مع الإشارة إلى دور المغرب كشريك رئيسي في استضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وأكدت الصحيفة أن لامي صرح أن “الحل لهذا النزاع أصبح ملحًا”، مشددًا على أن تسويته ستعزز الاستقرار في شمال إفريقيا. كما جدد التزام المملكة المتحدة بدعم العملية الأممية.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية، ان الأعتراف البريطاني، يُمثل إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا للمغرب، حيث أصبحت المملكة المتحدة ثالث عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يؤيد موقفها، بعد الولايات المتحدة (2020) وفرنسا (2024). كما يعكس هذا التأييد الزخم الدولي المتزايد لصالح المخطط المغربي، الذي يهدف إلى تحقيق استقرار دائم في المنطقة، مع فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين المغرب وبريطانيا.
من جهته كشف موقع “فرانس 24 “ أن إعلان لندن تأييدها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل لقضية الصحراء المغربية، متخذة بذلك موقفا جديدا يتماشى مع توجهات عدة دول أوروبية في الفترة الأخيرة بشأن المنطقة المتنازع عليها.
وذكر الموقع أن هذا التحول جاء خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى الرباط، في حين أعربت الجزائر عن “أسفها” إزاء قرار لندن تغيير موقفها السابق.
من جانبه أكد موقع “دوتشيه فيليه“ الألماني أن خطوة لندن جعلتها تكون ثالث دولة من بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تؤيد خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية بعد أن سبقتها في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا.
وأضاف الموقع أن المغرب يطرح حكما ذاتيا تحت سيادته باعتباره الحل الوحيد للنزاع بشأن الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنّفها الأمم المتحدة ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”، في حين تطالب جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، باستقلال الإقليم.
وأكدت دوتشيه فيليه، أن المغرب يسيطر على معظم المنطقة التي يدور حولها نزاع منذ 50 عاما. في نهاية أكتوبر 2024، جدد مجلس الأمن الدولي دعوة المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى “استئناف المفاوضات” للتوصّل إلى حلّ “دائم ومقبول من الطرفين”.
بدورها، ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أن تصريحات وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، تشكل اعترافًا فعليًا من بريطانيا بسيادة الرباط على منطقة الصحراء المغربية.
وأوضحت الصحيفة أن دعم الحكومة البريطانية لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء يأتي في سياق سعي بريطانيا لتعزيز وصول الشركات البريطانية إلى المغرب، خاصة مع اقتراب موعد استضافة المملكة لكأس العالم 2030.
وأفادت الصحيفة البريطانية، أن تأييد لندن لخطة المغرب للحكم الذاتي، التي تُبقي الإقليم تحت سيطرة الرباط النهائية. ويمثل “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وعملية” لتحقيق “حل دائم” للنزاع حول الأراضي المتنازع عليها. كما تشير هذه التصريحات، إلى تغيير في الموقف الدبلوماسي البريطاني الذي طالما اعتبر وضع الصحراء الغربية “غير محدد”
وأبرزت ان لامي أوضح عقب اجتماعه مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن: “المملكة المتحدة تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007 الأساس الأكثر مصداقية واستدامة وبراغماتية لإيجاد حل دائم للنزاع”. وشدد أيضا على أن “المملكة المتحدة تدرك أهمية الصحراء الغربية بالنسبة للمغرب”.
من جانبها، ركزت “ذي غارديان“ على التزام بريطانيا بالعمل على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية لدعم هذا الموقف، مع التركيز على التعاون الاقتصادي. وأبرزت توقيع اتفاقيات في مجالات الرعاية الصحية، الابتكار، البنية التحتية، والمياه، مما يعكس طموح البلدين لرفع مستوى الشراكة الاستراتيجية، خاصة مع اقتراب استضافة المغرب لكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
بدورها، لفتت “ذي إندبندنت“ إلى العلاقات التاريخية العريقة التي تمتد لأكثر من 800 عام بين المملكتين، مشيدة بالاتفاقيات الجديدة التي وقّعها لامي ونظيره المغربي ناصر بوريطة، والتي من شأنها تعزيز التعاون في عدة قطاعات. وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة تمهد لـ”طفرة نوعية” في العلاقات الثنائية.
من ناحية أخرى، أبرزت “دايلي مايل“ أن المملكة المتحدة أصبحت ثالث عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يدعم مخطط المغرب، بعد الولايات المتحدة وفرنسا. وأشارت إلى الاستثمارات الكبيرة التي ضخها المغرب في أقاليمه الجنوبية، مما جعلها مركزًا جاذبًا للشركات العالمية في قطاعات الصيد البحري، الفلاحة، الطاقة المتجددة، والبنية التحتية. كما ذكرت أن هذا الدعم يتزامن مع مشاريع طموحة مثل مشروع “إكس لينكس” لنقل الطاقة المتجددة إلى بريطانيا.
يأتي هذا التأييد البريطاني في سياق دبلوماسي ديناميكي، حيث أعربت الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو، عن “أسفها” لهذا القرار، معتبرة أن المخطط المغربي لم يُطرح كأساس للتفاوض مع الساكنة الصحراوية. ومع ذلك، يعزز موقف المملكة المتحدة، إلى جانب الدعم الأمريكي والفرنسي، الزخم الدولي لصالح الحل المغربي، مما يعزز استقرار شمال إفريقيا ويفتح آفاقً.
وكشفت وكالة “رويترز“ أن المملكة المتحدة اختارت العمل مع الرباط العمل على المستوى الثنائي، بما في ذلك اقتصاديًا، وعلى المستويين الإقليمي والدولي،حسبما صرح لامي خلال زيارته للرباط. يجعل هذا الموقف المملكة المتحدة العضو الدائم الثالث في مجلس الأمن الدولي الذي يؤيد خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء المغربية، بعد الولايات المتحدة وفرنسا.